ستعاد زوج اليورو/الدولار الأمريكي بعض خسائره ليتداول اليوم الجمعة حول مستوى 1.10764، ومع ذلك، يظل الاتجاه الصعودي محدودًا في ظل حالة الترقب قبيل صدور البيانات الاقتصادية الهامة في كل من منطقة اليورو والولايات المتحدة. حيث ينتظر المستثمرون تقرير مؤشر أسعار المستهلك لمنطقة اليورو(HICP) ، لشهر يوليو الذي قد يعطي إشارات حول موقف البنك المركزي الأوروبي من أسعار الفائدة. في الوقت نفسه، فإن النمو القوي للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بمعدل 3.0٪ في الربع الثاني يعزز من قوة الدولار الأمريكي، ويقلل من احتمالية خفض كبير لأسعار الفائدة من قبل الفيدرالي في سبتمبر.
اقرأ: اقتصاد – الدولار الأمريكي ينتظر واليورو مستقر قبل لاجارد
كما تشير بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) من ألمانيا وإسبانيا إلى تباطؤ التضخم في أغسطس، مما يزيد من التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي ويزيد الضغط على اليورو. هذه التطورات أعتقد أنها ستدفع المستثمرين لمزيد من الحذر، حيث أصبح التضخم في منطقة اليورو تحت السيطرة بشكل أكبر، مما يفتح المجال أمام تخفيف السياسة النقدية. ومع ذلك، لا يزال التضخم في قطاع الخدمات يشكل تحديًا، مما قد يحد من تراجع اليورو بشكل كبير. وعليه قد يستمر الزوج في التحرك داخل نطاق ضيق حتى تظهر إشارات أوضح من البيانات الاقتصادية المقبلة.
واليوم ستصدر منطقة اليورو بيانات مؤشر أسعار المستهلك. وتشير تقديرات السوق إلى أن مؤشر أسعار المستهلك سيبلغ 2.2%، مقارنة بـ 2.6% في يوليو. ومن المتوقع أن ينخفض معدل التضخم الأساسي إلى 2.8%، مقارنة بـ 2.9% في يوليو. ومن وجهة نظري سيدعم انخفاض التضخم في ألمانيا ومنطقة اليورو الحجة لخفض أسعار الفائدة مرة أخرى الشهر المقبل. وقد عزز ضعف اقتصاد منطقة اليورو وحقيقة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي على استعداد أيضًا لخفض أسعار الفائدة من توقعات خفض أسعار الفائدة. وفي الوقت نفسه، يشكل القلق بشأن زيادات الأجور سببًا يدفع البنك المركزي الأوروبي إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة.
اقرأ: اليورو يبدأ العام الجديد بخسائر
والآن تسعر السوق توقعات بأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الشهر المقبل، وهو ما يعني انضمام البنك المركزي الأميركي إلى الاتجاه العالمي المتمثل في خفض أسعار الفائدة من قِبَل البنوك المركزية الآن بعد أن هدأت تهديدات التضخم إلى حد كبير. وقد أيد معظم أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، لكن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوسيك قال يوم الأربعاء الماضي إن بنك الاحتياطي الفيدرالي ينبغي أن ينتظر بيانات إضافية قبل خفض أسعار الفائدة، لأن خفض أسعار الفائدة ثم الاضطرار إلى رفعها مرة أخرى سيكون خطأً كبيراً.
كما يبلغ العائد على السندات الأميركية لأجل 10 سنوات حاليًا 3.82%، مما يُظهر علامات على التماسك بعد الانخفاض الأخير. ويشير الرسم البياني إلى اتجاه هبوطي عام، حيث يحاول العائد لكسر مستوى المتوسط المتحرك الأسي لـ 50 يومًا عند 3.84%.
اقرأ: الذهب يستكمل الهبوط مع قوة الاقتصاد الأمريكي
وأعتقد أنه إذا فشل في الارتفاع، فهذا يشير إلى أن المستثمرين يتوقعون انخفاض أسعار الفائدة في المستقبل، وهو ما قد يضعف الدولار الأمريكي في المدى المتوسط. كما يميل مؤشر الدولار(DXY) إلى التحرك جنبًا إلى جنب مع العائدات حيث تجتذب العائدات الأعلى المزيد من الاستثمار الأجنبي، مما يعزز قوة الدولار، لذا تعتبر البيانات التي ستصدر اليوم غاية في الأهمية من وجهة نظري لأنها ستحدد مسار أسعار السندات والدولار من جهة والأسواق ككل من جهة أخرى.ومع ذلك، فإن الاختراق فوق مستوى 3.84% قد يشير إلى انتعاش في العائد والدولار
تحليل سوق لليوم عن رانيا جول