لا يختلف اثنان على موهبة الممثلة السورية كاريس بشار، وحضورها الجميل، ولا يختلف أحد أيضاً على أنّ تيم حسن هو أحد نجوم سوريا الأوائل، وإسم مطلوب ومهم وله وقعه، لكنّنا كما نصفق، علينا أن نضع إصبعنا في عين كل ممثل يعيش على أمجاد ماضيه، ويتبجّح بموهبته وتفوقه ومزاياه، وهو مكانك راوح، لا يقدم جديداً، ولا يتقدّم.
هذا النص موجه للجمهور السوريّ بالمرتبة الأولى، الجمهور الذي نحبّ والذي نعرف أنه فاهم في الفن، وتحديداً في الدراما. أين أنتم من محاسبة تيم حسن وكاريس بشار على ما قدماه في مسلسل (العميد)؟ المسلسل العربي المشترك، ويشاركهما البطولة، اللبناني بديع أبو شقرا، ومجموعة من الأسماء اللبنانية والسورية.
أين أنتم من قول الحقيقة بوجه نجمين سوريين، أطلا في مسلسل (العميد) من تأليف وإخراج باسم سلكا، وقدما أداءً عادياً جداً، فيه الكثير من التكرار والرتابة والسطحية في التعاطي مع الأدوار، بينما نراكم تجتهدون وتتحولون إلى نقاد في الدراما، بوجه نجمات لبنان، وبوجه الدراما المشتركة، قاصفين جبهة نجوم لبنان وتمثيلهم وأداءهم؟
لمّ لم نسمع صوتاً يرتفع ليسأل تيم حسن: ما الذي قدمته على صعيد الأداء والتمثيل في (العميد)؟ أين التجديد؟ أين الحنكة؟ أين “الفطحلة” في التمثيل؟ ونسأل جمهور تيم: هل أنتم راضون عن العمل الذي لم يسمع به أحد، سوى بعض “الزقيفة” الغارقين في “تراند” نجومية البعض؟ هل فرغ الوسط الصحافي من ناقد واحد يصفع تيم بنصه، ليعيده إلى وعيه، ويسأله ماذا قدمت بعد أن غرقت في دور (جبل) في (الهيبة) الدور الذي صار معلوكاً فارغاً بليداً لا طعم له ولا لون، لكن يدرّ الملايين، لأنّ الجمهور اعتاد على مشاهدة عمل يسقط سنة بعد أخرى؟
هل من ناقد يسأل كاريس عن الإضافة التي قدمتها في (العميد)؟ عن الإبداع والتألق في أداء الشخصية؟ طبعاً لا يوجد، لأنّنا نصفّق على الماشي، ولا نريد أن نتقدم بالدراما، فنقبل “بالوِحش والكويس” معاً، طلما أنّ هذا النجم المحبوب بطل هذا العمل، وتلك البطلة الفذّة بطلة ذاك المشروع.
أين الدراما يا أرباب الدراما؟
اسمحوا لنا أن نعرّي بعض الأعمال ونكشفها على حقيقتها، كما نصفّق لكل مجتهد في عمل، أكان سورياً أم لبنانياً، ولنفهم أنّ الفن يحتاج للتجدد، للاختلاف، للتحدي، وأنّ الفن لا يعرف جنسية، لذا كفوا عن تعيير نجوم لبنان، والتفتوا إلى نجومكم، وحاسبوهم حين يخطؤون!
فتيم وكاريس أثبتا أنهما في (العميد) يعيشان على فتات ماض اجتهدا فيه فكرسا موهبتهما، لكنهما اليوم يتعاطيان مع هذه الموهبة باستخفاف، فالجمهور سيشهق بكل الأحوال، وسيبتلع الطعم، وسيصفق مهنئاً (مع أنّ ذلك لم يحصل هذه المرة) إلا من جماعة الـ Fans الذين لا يؤخذ برأيهم، فهم سيحبون كل شيء يتم تقديمه، أما المتعطشين للدراما، فلا هذا العمل يرويهم ولا غيره من أعمال تجارية باهتة، لا قيمة لها ولا وزن، تعيش لأيام، ثم تنتهي مرمية في مزبلة الذاكرة!
إيلي خوري – بيروت