اشتعلت معركة جديدة أمس ضمن الحرب الإقتصادية الجديدة التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على الصين، والتي تفرض عبرها سلسلة من العقوبات.
ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضت على شركة (غوغل) ايقاف تعاونها مع شركة (هواوي) الصينية الشهيرة بعالم الهواتف الذكية، وعدم دعم أجهزتها بآخر اصدارات نظام (أندرويد)، ما يشكل ضربةً قاضيةً لها كونها تعتمد فقط على ذلك النظام التشغيلي.
(هواوي) تعد الشركة الثانية في العالم حسب أرباحها ومبيعاتها بعد (سامسونغ) الكورية، فيما تحتل (ابل) الأميركية المرتبة الثالثة التي تخاف من أن تكون نتيجة تهور ترامب بقراراته، كون مصانعها الأساسية كلها في الصين، وإن ردت السلطات الصينية بالمثل ومنعت التعاون معها فهذا سيضرب ميزانيتها، وسيفرض عليها تشغيل يد عاملة بتكلفة مرتفعة، ما يعرضها لخسائر فادحة، غير حرمانها من المستهلكين الصينيين الذين يشكلون ما يزيد عن ربع عدد مستخدميها في العالم.
أميركا تهدف عبر تلك القرارات لإخضاع الصين لسلطاتها، بعدما أصبحت صاحبة أقوى اقتصاد في العالم، ومنع (هواوي) من زيادة نسبة أرباحها العالمية.
(غوغل) ستحجب التحديثات لهواتف الشركة الرائدة، وستمنع مستخدميها من استعمال متجر البرامج (Play Store)، وتطبيقات أخرى كيوتيوب وتطبيق الخرائط.
يمتلك الملايين في دول الشرق العربي هواتف من الشركة، وسيعانون من مشاكل أخرى في حال فرض ترامب على مؤسس (فيس بوك) عدم السماح لهم بتنزيل تطبيقات مخصصة للتواصل من (فيس بوك)، (واتس اب)، و(مسنجر).
(هواوي) لم ترد حتى اللحظة، ومصادر مطلعة قالت إن الحكومة الصينية لن تلتزم الصمت، بل تفكر باجراءات حازمة حيال الشركات الأميركية ومنها (ابل)، التي تراجعت أسهمها أمس لأول مرة منذ شهور.
يبدو أن الهواتف التي لا يكبر حجمها عن كف اليد، غير مستثناة حتى من تلك الحروب العالمية الخفية القذرة، والآتي أعظم!
عبدالله بعلبكي – بيروت