يوماً لم تلتقِ السياسة والفن سويًا، لأنهما بكل بساطة خطيّن مضاديّن. والفن أجمل بندقية بيضاء للمواجهة فكيف اذا كانت اليسا من تقدّمه؟
أذكر مقابلة لاليسا حينها قالت إنها تحدّت الجميع بفضل دعم والدها لها الذي نصحها دائمًا ان تواجه قدرها وألا تخاف.
ومن نصيحة والدها الراحل نبدأ!
اقرأ: إليسا ترفع الصوت ضد القضاء اللبناني والجميع يطالب بحقها!
اليسا تواجه صعوبات كثيرة في الفترة الأخيرة منعتها من اصدار البومها الغنائي المنتظر والذي فور صدوره سيحقق نجاحات هائلة خصوصًا أنها اشتغلت عليه كثيرًا بما ان هذا الالبوم بات مميّزًا بالنسبة لها بما أن شركتها أنتجته، لكنها لم تفكّر للحظة بأن شركة التوزيع (وتري) ستكون العائق أمامها لتحاربها بطرق متعدّدة وبأساليب كثيرة وصولًا لاستيلائها على يوتيوب اليسا الخاصة التي تحقق ارباحًا خيالية.
والأنكى! أن (وتري) أصدرت بيانًا تتهم فيه اليسا بالكذب والافتراء! هل سمعنا مرّة شركة توزيع تتهم نجمة بالكذب طبعًا لا!
اقرأ: اليسا: كل الشكر للقاضي البطل ياللي اخد القرار
غير ذلك هل من الطبيعي أن تدخل اليسا بمعركة ان لم تكن صاحبة حق؟
هل من الممكن أن تشوّه صورتها ومسيرتها الفنية ان لم تكن صاحبة قضية؟
هل سمعنا مرّة بخلافات بينها وبين شركات توزيع قبل؟
اليوم ندافع عن الفن والنجومية وعن حق نجمة تعبت كثيرًا لا عن تجّار الفن والمال!
اقرأ: اليسا تناشد القضاء لاستعادة حقها
اليسا كيان انساني مجبول بجبروت الموقف، امرأة عندما تثق برأيها، عندما تقتنع، تسير حتى نهاية المطاف متمسكة بما تفكر وكيف تنظر إلى المواضيع والقضايا، تحلّل، وتتخذ القرارات.
أي أنّها ليست من الشخصيات المهتزة التي تميل يمينًا يسارًا، وضوحها يعكس شفافيّة باطنها، عندما تحب، عندما تكره، تقول ما تشعر، مهما كان من تواجهه.
قوتها بصدقِها. لا أقنعة، لا تزلّف، لا مجاملات.
اقرأ: اليسا بحسرة: قدي اللبناني بعد بدو يتحمل
الأهم شجاعتها التي تجعلها تتمرّد على كل موازين القوى، تلاصقت بأوجاع شعبها، ورفضت أن تعيش على كوكبٍ آخر.
أمام كلّ أحلامها المهنيّة، الوطن لديه الأولوية، لذا نحترم هذه السيدة ونقدرها
اليسا لم ترد على بعض الشتامين والشماتين الذين يعيشون “كابوسها”، فيردحون لها ليلًا نهارًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويكيلون لها الشتائم ويفبركون الاخبار بأدنى المستويات، معبرين عن طريقتهم المبتذلة في التعبير عن آرائهم.
ظُلمت اليسا كثيرًا خلال مسيرتها لكنها لم تحنِ رأسها يومًا بل بقيت شامخة تحارب بكل ما لديها بفنّها وصوتها.. اتهموها كثيرًا بالغرور، والمزاجية وبالعصبية ولم تدافع مرّة عن نفسها بل تركت الناس لتكتشف حقيقة معدنها الراقي وبأن كل الاتهامات لم تكن سوى شائعات وأصبحت حبيبة الملايين!
اقرأ: اليسا منافسة شرسة في رمضان ٢٠٢٤
اليسا وهبت عمرًا موسيقيًا ناجحًا، وصوتها رافق الملايين بحزنهم وفرحهم وآلامهم وزفافهم وانتصاراتهم ومرضهم!
لقد غنّتها اليسا مرّة (أمري لربّي وهو عطول بياخدلي حقي ومهما يطول.. هوّي العليم هو بينصفني ولا عنو شي بالدنيي بيخفى)
سارة العسراوي – بيروت