عادت حلا شيحا بعد ١٣ سنة من الاعتزال، وخلعت نقابها وطلقت زوجها المتزمت، وحكت عن رحلة عذابها بسبب بعدها عن الفن الذي تعشق، ومدى تأثير رجال ونساء الدين المتشددين المقربين منها على فكرها وآرائها، والذين فرضوا عليها أمورًا لم تقتنع بها تحت شعار الواجبات والفرائض الدينية التي عليها أن تلتزم بها، وإن لم تلتزم فتدخل النار.
ابتعدت عن بلدها وعائلتها وقضت سنواتها في كندا بجانب رجل متطرف، لم يشرح له يومًا تسامح دينها بل أجبرها عليه عنوةً، وتخبطت وعانت من صراع نفسي بين شغفها بالتمثيل الذي حرمت منه، وبين واجباتها كزوجة شرقية وأم لعدة أطفال.
ذاك الصراع انهته صرخة روحية من داخلها، لم تعد تتحمل العذاب، فقررت العودة إلى مهنتها، رغم ادراكها لحجم الحملة الرجعية والمتخلفة التي ستشن عليها في مصر والشرق العربي، إلا أنها لم تأبه.
حلا حققت نجاحات مهمة في السينما المصرية قبل اعتزالها، وكان أداؤها بآخر فيلم (كامل الأوصاف) رائعًا، ورغبت أن تعود بفيلم جديد تستعيد عبره نجوميتها، لكن جودة النصوص السيئة التي عرضت لم تعجبها، ما جعلها تقتنع أخيرًا بعرض المنتج تامر مرسي لتشارك محمد رمضان بطولة مسلسله (زلزال).
العمل يحقق نجاحات لافتة اعتدناها على محمد الذي أصبح من أهم النجوم وأكثرهم طلبًا من المنتجين، لكنه لم يحقق لها ما أرادته، لتطل بدور مقتضب كحبيبة بطل ولا كبطلة لها قصتها وحياتها وأحداثها الخاصة، ويمكن بالتالي لأي ممثلة أن تلعبه مهما تفاوتت قدراتها، لأنه بسيط.
حبيبة بطل (زلزال) واجهت انتقادات شرسة من المتابعين الذين رأوا موافقتها على الدور متسرع، لأنه لا يتناسب مع اسمها والضجة التي أحدثتها عودتها المفاجئة، وكنا انتظرنا المزيد منها تباعًا مع عرض بقية الحلقات، إلا أن لا شيء تغير، وبقي أدؤاها محصورًا بدورها المقيد.
حلا أخفقت كياسمين عبد العزيز رغم اسميهما الكبيرين أمام نجمات شابات في رمضان كياسمين صبري ودينا الشربيني، ونتفهم سبب موافقتها بالظهور بهذه الصورة المتواضعة، خوفًا من عدم استثمار أصداء رجوعها من الاعتزال ورغبتها بتقديم اي عمل بأسرع وقت ممكن خوفًا من نسيان الناس لها، لتتجاهل فكرة إنهم لم ينسوها ١٣ عامًا، وينتظروها لعام آخر إن كان المقابل تقديمها لدور أقوى وأكثر قيمةً، لذا تسرعها لم يكن بمحله!
عبدالله بعلبكي – بيروت