العلاقة الحميمة, علاقة متبادلة بين الزوجين، ولكل منهما حقوق وواجبات لإسعاد الطرف الآخر أثناء الجماع، ولذلك يجب الانتباه إلى الأخطاء التي يمكن أن يفعلها البعض خلال الممارسة الجنسية.
– قلة الثقة بالنفس
أن انعدام ثقتك بنفسك أو بشكل جسمك هي من أكبر الأخطاء التي يمكن ارتكابها خلال العلاقة الجنسية؟ فالأمر ينعكس سريعاً على زوجك، فبدلاً من أن يرى مميزاتك وكونك امرأة رائعة تجعلينه فقط يرى العيوب. فتذكري دائماً أن الجميع يراك بالشكل الذي ترين به نفسك. لذلك يجب أن تشعري بالرضا عن شكل جسمك، وتمنحي نفسك قدر من الحب الذي تستحقينه بالفعل. وفي المرات القادمة سنحدثك بالتفصيل عن كيف يمكن أن تشعري بالثقة تجاه شكل جسمك.
– اظهار القلق الدائم.
لا يمكن اعتبار القلق خطأ متعمد من قبل المرأة، ولكنه شعور نابع من الخوف الداخلي الذي ينتابها عند ممارسة العلاقة الحميمة، وقد يرجع ذلك للشعور بألم أو عدم الثقة في النفس، مما يؤثر على جودة العلاقة بين الزوجين ويجعل الزوج يشعر بأن شريكته لا ترغب في الممارسة.
وللتغلب على هذه المشكلة، يجب تحديد أسبابها والبدء في علاجها، مثل:
ألم الجماع: إن كانت المرأة تشعر بالقلق نتيجة ألم الجماع، فيجب أن تستشير طبيبة نسائية حول أسباب عسر الجماع والحصول على العلاجات المناسبة، فقد ينتج الألم عن جفاف المهبل ويكون الحل بسيط من خلال استخدام المرطب الطبي.
انخفاض الثقة بالنفس: وإن كانت المرأة تشعر بالقلق نتيجة التفكير في مظهرها وقلة ثقتها بنفسها، فيجب أن تبدأ في اتخاذ خطوات لتعزيز الثقة بالنفس، فقد يكون السبب هو زيادة الوزن وغيرها من الأمور التي يمكن التغلب عليها.
والنصيحة الأهم هي التركيز على الشعور بالمتعة خلال ممارسة الجنس، فهذا يمكن أن يساعد على تجاهل القلق والخوف الذي يؤثر على العلاقة الحميمة، فالزوج يريد من زوجته أن تنسى كافة الأمور التي تفكر بها، ولا تتذكر سوى شعورها بالاستمتاع في تلك اللحظات.
– عدم المبادرة بالتعبير عن الحب.
تنتظر كثير من النساء مبادرة الرجل للتعبير عن الحب، وهو أمر خاطئ يجب عدم القيام به، فلا يشترط أن يبادر الزوج في كل مرة، لأنه يحتاج في كثير من الأحيان لأن يشعر برغبة زوجته به من خلال التعبير عن الحب، ومع بدء الزوج في كل لقاء، سوف يؤدي هذا إلى خلل في توازن العاطفة بالعلاقة، حيث يريد الرجال أن تلاحقهم زوجاتهن مثلما يفعلون.
ينبغي عدم التمسك بأفكار قديمة حول أدوار الجنس بين الزوجين، فليس هناك شروط أو قواعد محددة يجب الالتزام بها، بل أن الحب والعاطفة هي الأمور التي تحكم العلاقة وتؤثر عليها، وهذا يزيد من رغبة الرجل لأنه يشعر بأن زوجته تحبه وتهتم كثيراً بممارسة العلاقة الحميمة معه.
أظهري اهتمام باتخاذ الخطوة الأولى من وقت لآخر، وسوف يقدر شريكك هذا الأمر، وقد يساعد هذا في تطوير العلاقة والترابط بينكما، ويجعله أكثر رغبة في إرضائك وإسعادك.
– تجاهل المشكلات الجنسية.
في حالة عدم شعور المرأة بالمتعة أثناء ممارسة الجنس، فهذا يعني وجود مشكلة تحتاج إلى الانتباه لها، فقد يعود هذا إلى انخفاض الرغبة الجنسية لدى المرأة، والذي عادةً ما ينتج عن مشكلة صحية أو حالة نفسية تؤثر على مستوى الشهوة لديها، وحينها ينصح باستشارة الطبيبة لتحديد أسباب انخفاض الرغبة الجنسية وطرق التغلب عليها.
وترتكب المرأة هنا أحد الخطئين التاليين:
تجاهل أي أمور غير طبيعية تشعر بها أثناء ممارسة العلاقة الحميمة.
عدم قدرة الزوجة على مصارحة زوجها بانخفاض الرغبة الجنسية لديها أو عدم شعورها بالاستمتاع أثناء الجماع، بل يجب أن تتحدث مع زوجها حول هذه الأمور ليساعدها في تخطيها بدلاً من تفاقم المشكلة بمرور الوقت.
– اعتبار الجنس امر هام للرجل فقط.
بمجرد تفكير المرأة بأن ممارسة الجنس أمر هام للرجل أكثر من المرأة، فإن العلاقة ستفقد كثير من أهميتها، مما يؤدي إلى شعور الرجل بعدم رغبة زوجته في ممارسة العلاقة الحميمة معه، وأن الأمر بالنسبة لها مجرد واجب تقوم به لإمتاع زوجها، وهذا ليس الغرض من ممارسة الجنس.
يجب أن تفكر المرأة في كيفية إمتاع نفسها وإشباع رغباتها أثناء ممارسة العلاقة الحميمة مع الزوج، فهذا سوف يساعدها كثيراً في التعبير عن مشاعرها وإظهار حبها وعاطفتها للشريك، مما يحفزه للقيام بالمزيد من الأمور لإمتاع زوجته، وهذا ما يجعل العلاقة أكثر عمقاً ومتعة.
– تمثيل السعادة المزيفة
للأسف بعض النساء يعتقدن أن دورهن فقط هو إسعاد الزوج. لذلك يبالغن في اصطناع إثارتهن في العلاقة الجنسية، دون أن يعبرن عما يزعجهن أو ينقصهن. وبالتالي تحرمين نفسك من الشعور بالسعادة. كما أن زوجك إما سيدرك أن ما تظهرينه هو ليس ما تشعرين به حقاً، أو أنه ستكون لديه قناعة أن ما يفعله هو ما يسعدك بالفعل وبالطبع سيكون هذا خطأ تماما.ً
– عدم تعبير الزوجة عن رغباتها.
إن العلاقة الجنسية هي علاقة متبادلة بين الزوجين، ويجب أن تكون متوازنة، فتحصل المرأة على حقوقها مثلما تعطي الزوج حقوقه، ولكن في حالة تنازل المرأة عن حقوقها، فسوف تتحول العلاقة الحميمة إلى روتين يحدث بين الزوجين لإكمال النمط المعتاد للعلاقة الزوجية.
– الاعتقاد أن الرجل مستعد دائما.
مثلما يلتمس الرجل الأعذار للمرأة في بعض الأوقات عند رفضها لممارسة الجنس، يجب على المرأة أن تلتمس الأعذار لزوجها، فهو ليس مستعداً طوال الوقت كما تعتقد، بل هناك العديد من الأمور التي يمكن أن تؤثر في قدرته أو رغبته الجنسية، وهذا لا يعني رفض تام للزوجة أو عدم شعوره بعاطفة نحوها، وإنما يكون أمر مؤقت لحين التغلب على المشكلات التي تسبب هذه المشاعر، ومن أبرز هذه المشكلات:
ضغوط الحياة اليومية: يمكن لضغوط الحياة اليومية أن تضعف الرغبة الجنسية لدى الرجل في بعض الأحيان، ويجب ألا يتسبب هذا في شعور المرأة بالإحباط واليأس، لأن هذا سوف يؤثر على الرغبة الجنسية لديها أيضاً، بل يجب عليها أن تدعم زوجها وتسانده في الأوقات الصعبة حتى يستعيد قوته ورغبته الجنسية.
المشكلات الجنسية: أيضاً يمكن أن يصاب الرجل بمشكلات تؤثر على صحته الجنسية في بعض الأحيان، مثل ضعف الانتصاب أو صعوبة الاحتفاظ به أو سرعة القذف، ويحتاج هذا الأمر إلى مصارحة بين الزوجين وعدم الهروب من المشكلة، بل ينبغي استشارة الطبيب لتحديد الأسباب والعلاجات المناسبات.
– الانزعاج من المقترحات الجديدة.
في بعض الأحيان، يمكن أن يشعر الزوج بالملل من الممارسة الجنسية التقليدية، مما يدفعه باقتراح بعض الأمور التي تضيف تجديداً للعلاقة الحميمة، مثل تغيير مكان الممارسة أو تغيير الوضعيات، وهذا أمر جيد وصحي يجب أن تتقبله الزوجة وتدعمه ولا تنزعج منه.
الخطأ الذي ترتكبه المرأة هنا هو تصورها بأنها هي السبب في شعور الزوج بالملل، وتحمل نفسها الأخطاء، ولكن الحقيقة هي زيادة رغبة الزوج في الاستمتاع مع زوجته وتحقيق أقصى شعور بالإشباع، وبالتالي يفكر في طرق جديدة لممارسة الجنس.
وفي حالة كان مقترح الزوج غير مناسب للمرأة أو يسبب لها الانزعاج والضيق، فيجب على المرأة أن لا تبالغ في رد الفعل، وتتحدث معه حول ضرورة التفكير في الأمر دون أن تبدي غضبها أو رفضها التام، ليصلوا معاً إلى حلول مناسبة ترضي الطرفين.
– انتقاد الزوج.
إن جميع البشر معرضون لارتكاب الأخطاء، ويجب على شركائهم أن يقدروا هذا الأمر جيداً، ويجب على الزوجة ألا تقوم بانتقاد زوجها عندما يخطئ أثناء ممارسة الجنس أو تلقي اللوم عليه في بعض التصرفات.
وفي حالة حدوث خطأ مزعج للزوجة، فيمكن أن تتحدث معه فيما بعد حول هذا الخطأ، ولكن دون أن تجعله يشعر بالذنب أو وجود مشكلة لديه، بل يجب أن تدعمه في نفس الوقت وتذكر له الإيجابيات التي تسعدها أثناء ممارسة العلاقة الحميمة.
أيضاً ينبغي على الزوجة تجنب انتقاد شكل جسم الزوج أو زيادة وزنه وغيرها من الأمور التي تؤثر على حالته النفسية ورغبته الجنسية، وفي حال أرادت أن تخبره ببعض النصائح، يجب أن يكون هذا في وقت آخر بعيداً عن توقيت الجماع سواء قبل الممارسة أو بعد القيام بها.
وهناك أمر آخر هام يجب أن تنتبه المرأة إليه، وهو ضرورة عدم مقارنة الزوج بأي شخص آخر سواء في الشكل أو الجسم أو قوة الجسد وغيرها من الأمور التي يمكن أن تزيد الفجوة بينهما وتجعله يفقد الرغبة في ممارسة الجنس معها.
(يتبع: أخطاء يرتكبها الرجال أثناء العلاقة الجنسية)
د. وليد ابودهن.