التنفس الصحيح له فوائد عديدة، وبفضله يشعر الجسم بالحيوية والاسترخاء، ويؤكد العلم أن أساليب التنفس الصحيحة مهمة لمقاومة بعض الأمراض كما أنها تحفز الجهاز العصبي.
الناس الذين يعانون من القلق، أو غيره من حالات الخوف يتنفسون كثيرا. ويتعرضون أكثر لفيروس كورونا. بغض النظر عما نأكل من طعام، وما نمارس من رياضة، ومدى نحافتنا أو بدانتنا، أو كبر سننا أو صغره، أو حكمتنا أو تهورنا، لا يوجد شيء أهم من التنفس بطريقة صحيحة.
اقرأ: د. وليد ابودهن: المخاطر التي يسببها الحرمان من النوم
ان الشخص يتنفس 25.000 مرة كل يوم. ويحدث ذلك دون وعي كامل، لأن التنفس يسيطر عليه العقل غير الواعي.
دون أن يشعر الإنسان، يحدث التنفس سريعا عند رؤية، أو توقع، خطر. يحدث هذا عندما تنقل العينان الخطر إلى العقل غير الواعي (أحيانا دون أن يعلم العقل الواعي). ودون أن يتدخل العقل الواعي، يصير التنفس سريعا، وينتقل الدم إلى الجسم بعيدا عن الأيدي والأرجل (لأنها أقل أهمية من الجسم).
في الجانب الآخر، عندما يحس الإنسان بأنه آمن، يصير التنفس بطيئا، وعميقا. ويقل الاعتماد على التنفس بالفم، ويزيد الاعتماد على التنفس بالأنف، وينخفض الحجاب الحاجز، ويدخل هواء أكثر إلى الرئتين، ويعم الاسترخاء.
اقرأ: د. وليد ابودهن: ما هي طرق الوقاية وعلاج الدوخة؟
إن التنفس «البطيء والمنخفض» من خلال الأنف يساعد في تخفيف التوتر، وتقليل ضغط الدم.هذه هي الطريقة التي يريد جسمك أن يتنفس بها الهواء. يريد جسمك أن يخفف من عبء القلب. ويحدث هذا إذا تنفسنا بشكل صحيح، وإذا استخدمنا الحجاب الحاجز استخداما واعيا»(عندما يتحرك بطن الإنسان إلى أعلى وأسفل).
ويقوم الأنف بتصفية الهواء الخام، وتسخينه، ومعالجته. كلنا نعرف ذلك. لكن، لا يعرف أكثرنا أن الاستنشاق من خلال الأنف يسبب تدفق هرمونات مختلفة إلى أجسامنا، تساعد على تقليل ضغط الدم. وتراقب معدل دقات القلب وتسهل تخزين الذكريات.
والشيء الآخر المذهل حقًا هو أن الخلايا الدقيقة داخل الأنف تقدر على مخاطبة بعضها البعض. يمكن أن تنغلق واحدة من فتحتي الأنف، ويحدث التنفس من خلال الفتحة الأخرى. ثم تنغلق الفتحة الأخرى، ويعود التنفس إلى الأولى، أو تنفتح الفتحتان.
اقرأ: د.وليد ابودهن: ما علاقة ضعف المناعة بالحالة النفسية؟
الأكثر ذهولا أن هذا يحدث تحت إشراف العقل اللاواعي، دون أي دور للعقل الواعي.
لكن، بعد ظهور فيروس كورونا، حرك الفيروس عقلينا، الواعي وغير الواعي، ليعيدا النظر في هذا الوباء الذي يصيب الرئتين، مركز التنفس.
لذلك نستخلص الآتي:
الناس الذين يعانون من القلق، أو غيره من حالات الخوف يتنفسون كثيرا. ويتعرضون أكثر لفيروس كورونا.
تزيد الإصابة بالفيروس القلق، وبالتالي، تؤثر على قدرة الرئتين على مواجهة الفيروس.
لهذا، يمكن أن يسبب ضيق التنفس صعوبة التنفس بعمق. ويمكن أن يحس الإنسان بصعوبة الحصول على ما يكفيه من الهواء في رئتيه. يسمى الأطباء هذا «دسبنيا»Dyspnoea-wr (ضيق التنفس)، وهو قريب من «ابنيا»Sleep Apnea(توقف التنفس أثناء النوم). في كل الحالات، يقلل هذا قدرة الرئتين على مواجهة الفيروس.
اقرأ: د. وليد ابودهن: ما أسباب الشيب المبكر؟
التنفس الصحيح مفتاح صحة الإنسان ومصدر قوته!
تزويد الجسم بالأكسجين من الجو إلى الرئتين، ثم أكسدته في الرئتين. التنفس يزود أعضاء الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بالأعمال الحيوية. وتضخ عملية التنفس نحو 500 لترا من الأوكسجين إلى الدم.
فيما يمنع التنفس الهادئ مشاكل التنفس التي تحدث أثناء التأثر العاطفي أو القلق، وخاصة أن التنفس يضخ نحو 7 إلى 10 لترات من الهواء إلى أعضاء الجسم في حالات القلق، بينما يضخ في حالات التنفس الصحيحة نحو 75 لترا من الأوكسجين.
القلق ورهاب المسرح، أو حين التكلم أمام الآخرين قد تجعل الشخص المتحدث خائفا ولا يمكنه التكلم وتجعل صوته مضغوطا وقلقا، وذلك بسبب أن الشخص المتحدث يبدأ بالتنفس السريع وغير العميق ولا يقوم بعملية الزفير بصورة صحيحة، لذلك فإن عملية التنفس الصحيحة والتمرن عليها تساعد في إظهار قوة الشخصية، وتجعل المتحدث يظهر بمظهر الواثق.
بعض النصائح للتنفس الصحيح. وننصح بـ:”ابقاء الفم مفتوحا قليلا عند التحدث أمام الناس أو الجمهور، حتى يدخل بعض الهواء إلى الرئتين. بالإضافة إلى التنفس العميق”.
اقرأ: د. وليد ابودهن: أسباب انتفاخ القدمين عند المرأة
بعض النصائح للتدريب على التنفس الصحيح، منها:
- الوقوف بصورة مستقيمة ومن ثم التنفس بصورة عميقة عبر الأنف فقط.(8 ثواني)
- حبس الهواء للحظات قصيرة. (4 ثواني)
- إجراء عملية الزفير بصورة بطيئة عبر الفم. (7 ثواني)
ويمكن وضع يد على البطن لمعرفة فيما إذا كانت البطن قد امتلأت أثناء الشهيق وفرغت أثناء الزفير. اما في حالة التنفس خلال المشي، وخاصة لمن يعاني من نغزات في جانب البطن أو عدم القدرة على التنفس بعد مسافة طويلة، عليك بالتنفس البطيء والهادئ والمتوازن. وخاصة أن التنفس العميق يساعد على تقوية الدورة الدموية وتزويد القلب والعضلات بالأوكسجين.
د. وليد ابودهن