يواصل سعر الذهب (XAU/USD) تحركه السعري الجانبي خلال تعاملات اليوم الأربعاء ويتداول بالقرب من 2154 دولار، وهو أعلى بقليل من أدنى مستوى خلال أسبوع. حيث أثارت أرقام التضخم القوية للمستهلكين والمنتجين في الولايات المتحدة التي صدرت الأسبوع الماضي احتمالات بأن الفيدرالي قد يؤجل تخفيض أسعار الفائدة. ولا تزال هذه التوقعات داعمة لارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، والتي تدعم الدولار الأمريكي وتعمل بمثابة ضغط سلبي على سعر المعدن الأصفر عديم العائد.
ويبدو لي أن المعنويات الصعودية القوية لأسواق الأسهم العالمية تُضعف الطلب على سعر الذهب كملاذ آمن. لكن أعتقد أن المستثمرين مترددون في وضع مراكز قوية وسط المخاطر الجيوسياسية المستمرة وقبل قرار السياسة النقدية للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الذي طال انتظاره. حيث سيبحث المستثمرون عن إشارات حول مسار خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي سيلعب دورًا رئيسيًا في التأثير على ديناميكيات أسعار الدولار الأمريكي على المدى القريب ويوفر زخمًا اتجاهيًا جديدًا لسعر الذهب.
ففي حين أجبرت أرقام التضخم الأمريكية القوية التي صدرت الأسبوع الماضي المستثمرين على تقليص توقعاتهم لخفض أسعار الفائدة في يونيو والبقاء داعمين لعوائد سندات الخزانة الأمريكية المرتفعة، والتي تدعم قوة الدولار بدورها، تشير أسعار السوق الحالية إلى احتمال أقل من 50% بأن ينفذ بنك الاحتياطي الفيدرالي أول خفض لأسعار الفائدة في يونيو، فمن وجهة نظري من الممكن جداً أن تتحول توقعات الفيدرالي لأسعار الفائدة لعام 2024 إلى تخفيضين من ثلاثة والتي كانت سبعة في بداية العام. مما سيجعل الأسواق تُعيد تسعير قرار الفيدرالي بحذر وتذبذب عالي في الأسواق.
وأعتقد أن هذا سيكون بمثابة عائق أكمام ارتفاع الذهب في المدى القريب والمتوسط، خاصة مع ارتفاع مؤشرS&P 500 إلى مستوى قياسي جديد أضعف رغبة المستثمرين للشراء حول الملاذ الآمن على الرغم من التوترات الجيوسياسية المستمرة.
لذا فإن المتداولين يفضلون انتظار نتيجة اجتماع السياسة النقدية للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الذي طال انتظاره اليوم للحصول على إشارات حول مسار خفض أسعار الفائدة في المستقبل قبل تحديد المراكز للمرحلة التالية من الحركة الاتجاهية لسعر الذهب.
ومن المتوقع أن يبقي البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها التاريخية، على الرغم من أن تركيز السوق سيكون على “مؤتمر باول اللاحق” للحصول على أدلة حول عدد وتوقيت تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام، والتي ستؤثر على المعدن الثمين.
ومن وجهة نظري، سيهتم السوق بشكل كبير في المؤتمر الصحفي لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول للحصول على إشارات حول توقيت تخفيض أسعار الفائدة وعدد مراتها خلال العام. خاصة بعد أن صرح مسؤولوا الفيدرالي إنهم يريدون رؤية تراجع التضخم لعدة أشهر كدليل يؤكد أن نمو الأسعار سيعود إلى هدف 2٪. ومع ذلك، أشارت بيانات التضخم للشهرين الأولين من عام 2024 إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال ثابتة وأن الاقتصاد الأمريكي مرن للغاية.
تحليل سوق لليوم عن رانيا جول محلل أسواق في الشرق الأوسط