تحيّة إلى فقيدتِنا دلال_عبد_العزيز، التي فقدناها ولم نفقدْها.
إقرأ: دلال عبد العزيز وسمير غانم جمعهما الحب والمرض والموت!
فقدناها بعدما تمنيّناها ترافقنا جسدًا حتّى آخر رحلة العمر، ولم نفقدها فنانةً راسخة في ذاكراتنا ووجداننا وأجمل سجلات العمر.
ماتتْ دلال، ولم تمتْ.
رحلتْ، ولم ترحلْ.
ذهبتْ بعيدًا، ولم تذهبْ حتّى قريبًا.
هذا مصير الكبار الذين يأتون إلى كوكبِنا هذا، من أجل رسالةٍ لا عمر لها، ويتركوننا عندما يدركون أنّهم تفانوا لتقديمها على أكمل وجه.
أذكر دلال، قديرتنا وكبيرتنا وعظيمتنا، أكبر من جلّ الألقاب الدنيويّة.
أذكرها تضحكنا وتُجمعنا، أذكرها تلّم شملنا، تزيّن شاشاتنا، تجمّل جمعاتنا، تجمع ما شُتّت بيننا، كما كلّ أساطرينا.
أذكرها تلك السيّدة البهيّة التي يومًا لم نرَها تبكي، لكنّها أبكتنا كلّنا أمس، راحلةً بهدوءٍ عن هذا العالم المريع والبشع، والذي ما عاد يُطاق بغياب الأحبّة والمبدعين والمتميّزين.
بكيّنا لأنّنا ما عدنا نحظى بنعمةِ رؤيتها بعد الآن، ولا مشاهدة جديد ما تطرح، أما القديم فسُجّل في أذهاننا، وسنعيده إلى واجهة الفكر كلّما اشتقناها.
أبتْ دلال أنّ تتخلّى عن شريك عمرها الراحل القدير سمير_غانم، بعد شهور على وفاتِه.
إقرأ: سمير غانم نتألّم لفقدانه لكنّه أجمل من رحل!
أبتْ ألا تفي بوعدِها له، بعدم فراقهما، عندما أبلغها خائفًا ببداية ارتباطهما، عن فارق عمرٍ بينهما يتجاوز الـ ٢٢ عامًا.
ها تلحق به، فتمضي معه أجمل من عمرٍ، وأنقى من حياةٍ، وأنبل من واقعٍ.
أما وعدنا لها، فبالوفاء المُطلق لذكراها الحيّة دائمًا.
وعدٌ سنعمل على تنفيذِه قدر ما يمنحنا الله من فرصةِ وجودٍ وصبرٍ بعد على هذه الأرض!
عبدالله بعلبكي – بيروت