انطلق الموسم الرمضاني أمس، وبدأ بثّ عشرات المُسلسلات العربيّة المُختلفة بجنسياتها وفئاتها الدراميّة.
المنافسات مُحتدمة، الصراع عارم حول المراتب الأولى، غالبية النجوم حجزوا أمكانهم بغاية تحقيق أعلى نسب المشاهدات.
الرهانات كبيرة، لا يغيب إلا الزعيم المصري الكبير عادل_إمام الذي نشتاقهُ، لكنّه حاضر حتّى بغيابه، في ذاكراتنا وذكرياتنا وكلّ بصماته الجليّة المُرسّخة، التي لا تُمحى.
مسلسل (٢٠٢٠) اللبناني – السوري المُشترك، لاقى الاهتمام الجماهيري الأوسع أمس.
حلقةٌ أولى تصدّرت اللوائح الرقميّة، بـ (هاشتاغ) اجتاز عتبة العشرة آلاف مشاركة.
نجاحٌ هائل لعملٍ يلعب بطولته النجم السوري الكبير قصي_خولي واللبنانية المتميّزة نادين نسيب نجيم والقديرة كارمن_لبس، كتبته نادين جابر، أخرجه فيليب أسمر، أما الإنتاج فلصادق الصباح.
سنتحدّث عن الحلقة الأولى التي حصدت إعجابنا ونالت تقييمًا نقديًا رفيعًا بمقالٍ آخر.
إقرأ: نادين نجيم بالحجاب يغمرها قصي خولي – صورة
أما ضيف الشرف البوب ستار رامي_عياش فاقتحم لوائح الترند، مُحتلًا المرتبة الأولى لساعات طويلة وفي أكثر من وطنٍ شرقي.
ساحرٌ رامي الذي يؤدي دور شقيق نادين، فيطلّ رائدًا في الجيش_اللبناني، يلاحق مجموعة إرهابيّة في إحدى الأزقة الشعبيّة وسط العاصمة بيروت.
متمرّسًا في عمله، محبوبًا من رفاقه وكلّ من يعمل معه ولديه، قريبًا من قلب شقيقته، متمسّكًا بعلاقاته الأسريّة.
(جبران) يشبه رامي الإنسان، بمكنوناته الداخليّة الكاملة، مرورًا بكلّ صفاته الإنسانيّة النبيلة.
تكتب زوجته داليدا_عياش عنه: (مبروك حبيبي دور بيشبه شخصيتك الحقيقية بتهتم وبتخاف عاللي بتحبّن .نورت الشاشات حبيبي فخورين فيك دايماً).
إقرأ: رامي عياش الأكثر أناقةً بين نجوم الشرق – صور
شهادةٌ من الإنسانة الأكثر تلاصقًا ببنيّته النفسيّة، تعرف عنه أكثر مما نعرف، لكنّ لا عكس ما نعرف!
رامي أيضًا يهوى التآلف الأسري، مجبول بالقيّم الاجتماعيّة السامية، قلبه لا يتقن سوى لغة الحبّ.
تمثيلًا، أذهلنا بطاقات انفعاليّة وحسيّة، شعرنا بعاطفة الشقيق وعنفوان الرائد.
أدى بعفويّةٍ مُطلقة، دون تكلّف.
نظراته، حركاته، طريقة سيره، كلّها أدوات وشت بموهبةٍ كبيرة تسكنه، لاحظناها بمسلسل أمير الليل، لكنّها بدتْ الآن أكثر نضوجًا.
رامي تقمّص الشخصية بالفطرة الإنسانيّة، ربما لمدى تشابه الشخصيّة الدرامية الافتراضيّة بشخصيّته الواقعيّة.
فنانٌ مثله يسري الفن في شرايينه، حُكمًا يتألّق في كافة الميادين.
مغنيًا، ممثلًا، إنسانًا، رامي يقف مرفوعَ الكتفيْن، كاسبًا كلّ الرهانات.
أما جلوسه على العرش الإلكتروني لساعات مُطوّلة، فنجاحٌ كاسح غير مسبوق لضيف شرف..
لم يسبق لضيفٍ احتلال الصدارة الرقميّة من قبل، فكيف إنّ وقف جانب نجوم يحظون بقواعد جماهيرية واسعة في أوطانهم وخارجها.
المساحة ليست مُهمّة، رامي ليس بطلًا، لكنّه خرق المعادلات كلّها.
الذكاء المتقد باختيار الدور الذي يُقدّم الجديد والمفيد لمسيرته، والصواب بقرارات النجم اللبناني التي نادرًا ما تخيب.
رامي لا يغني فقط، بل يفكّر ويخطّط..
ظهوره أمس بكلّ ما رافقه من نجاحات كاسحة، عاملٌ يشرّفنا.
تصدّر هذا الوجه اللبناني الأصيل حديث كلّ الشرقيين، حقيقة تسعدنا لكنّنا لا نستعجبها، كوننا اعتدناه يحقّق جلّ الإنجازات الرفيعة.
وسط كلّ خيبات الأمل، رامي يرفع الرؤوس فخرًا بما يعطي، وبما يدوّن من عطاءات، على سجّله الفنيّ والوطنيّ والإنساني.
وحده الفنان اللبناني من خلقَ داخلنا أجمل الآمال، خلال زمنٍ بشع عبرناه وأجدادنا وربما أولادنا!
وسيبقى وحده من ينير بنجاحاته أدكن عتمات حكامنا!
إلا إنّ قرّر الشعب يومًا التغيير، فالحياة!
عبدالله بعلبكي – بيروت