بقيتُ لساعات أفكّر بمسيرة النجمة العراقية رحمة رياض أحمد، أراقبُ مدى التقدّم الهائل المُحقّق لها، عبر (السوشيال ميديا)، (اليوتيوب)، التطبيقات الموسيقية، ومواقع أخرى.

كيف يصمد الإنسان ويواجه ويصوّب النظر نحو هدفه الأول، فيرفض التنازل مهما كثرت الخيبات وتعرقلّت الخطوات؟

رحمة ابن فنان عراقي كبير اسمه رياض أحمد، لكنّها فعليًا وإنّ درسنا خطواتها الفنيّة بتأنٍ وصدقٍ، سنجد أنّها لم تستفد فعليًا من اسم الشهرة، قدر اعتزازها بتاريخ الأب.

أي لم تتكئ بعكازها على والدٍ مشهور لم يعد موجودًا سوى في قلبها وذاكرتها، كما ذاكرات العراقيين.

انطلقت رحمة شابةً صغيرة لم تجتاز السنّ القانوني عبر الموسم الثاني من برنامج (سوبر ستار) عام ٢٠٠٤، آنذاك انتقلت للتصفيات ما قبل النهائية، وحصدت المرتبة الثالثة، ما لم يخوّلها الانتقال للمرحلة الأخيرة، أي للعروض المباشرة.

أنظر الآن معكم إلى صورها السابقة، لا أجد فارقًا، رحمة لم تغرها الجراحات التجميلية، أما روحها المرحة فلم تشوّه جماليتها الشهرة العاجزة حتّى عن خطف عفويّتها المطلقة المحبّبة.

بعد (سوبر ستار) بسنواتٍ، انتقلت إلى برنامج (نجم الخليج) الذي عُرض في دول الخليج ونال شهرةً واسعة هناك، وحصدت مرتبته الثانية.

إلى الموسم السابع من (ستار_أكاديمي) الذي حقّق لها الشهرة المُستحقة التي انتظرتها، ونافست بشراسةٍ على اللقب الذي ذهب للفنان السوري ناصيف_زيتون، لتحلّ ثانيةً.

مراحل عبرت، ورحمة ترفض مغادرة ساحة الأضواء، فالتضحية بحلمها الأكبر.

إقرأ: خطوبة رحمة رياض من رجلٍ وسيم!

كلّ النجوم يمرّون بمشاكل وأزمات ويتعرّضون لمؤامرات ويعانون حسدًا وأحقادًا، رحمة ليست استثناءً بطبيعة الحال.

هذا كلّه لم يوقف سيّرها، انطلقت فأصدرت أغنية لبنانيّة (خلصنا)، ثم انتقلت للسوق العراقيّ الذي رحب بها، بل فتح أمامها بوابة النجوميّة الفائقة التي لا تعرف حدودًا.

(بوسة)، (عنودي) وأغنيات عدّة نقلتها من فئة الموهبة إلى النجمة الواعدة.

قبل أن تطلق (وعد مني) الرائعة التي تحاكي مشاعرنا الطيّبة وسط كلّ الطعنات، وأصبحت على كلّ لسانٍ.

مئات الملايين قارعت بها أهم نجوم العالم لا الشرق العربي منه فحسب.

(ماكو مني) وثّقت نجاح رحمة التي أصبحت في عيون العراقيين نجمتهم الأولى بعد مشوار صعب، سارت به بعزمٍ وإرادةٍ شديديْن.

نقول هذا بعيدًا عن أي مناكفة نودّ إحياءها، بل عودةً إلى الأرقام الموثّقة عبر تطبيقات الموسيقى والتواصل الاجتماعي.

رحمة اليوم نجمة العراق الأنجح والأشهر، حقيقة لا بد الإقرار بها، إبعاد العاطفة يكفي لاستنتاجها.

حقيقة أقرّتها معنا (أم بي سي)، أكبر تلفزيونات العرب، لتختارها ضمن لجنة تحكيم برنامج المواهب (عراق أيدول).

إقرأ: رحمة رياض ما أجملها وهذه رسالتها للمرأة العراقية! – فيديو

هذه النجمة الجميلة اليوم تجلس على الكرسي النسائي الأول في العراق، لا تكتفي بالشهرة الوطنيّة، بل تجذب نحوها ملايين المستمعين كذلك من الخليج وبقيّة الأوطان العربيّة.

هذا أصبح محور الفكر، لأطرح على نفسي عدّة أسئلة أخرى، فأستنتج وأحلّل العديد من النقاط.

رحمة تعلّمنا الكثير: الاجتهاد يكفي للمواجهة، الإيمان بالحلم يحقّقه، عدم الخضوع لليأس، استغلال الفرص، وانتظار الوقت الملائم لحصد الهدف.

كلّ هذا قرأتموه، وللمشاهدة العينيّة، يمكنكم متابعة إحدى مقاطعها الغنائيّة من برنامج (غني ع العالي) أدناه، فمراقبة تطوّر رحمة، التي امتلكت من النضوج الفنيّ قدرًا مُرتفعًا خوّلها احتلال القِمّة.

عبدالله بعلبكي – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار