حين تبرأ منها أهلُها، لم تستعر رهف اسماً أجنبياً، ولم تتنكر لوالدها محمد القنون، واحتفظت باسمِهِ (محمد) إلى جانب اسمها، ما يعني أنها لم تغير دينها، كما أُشيع، وما يعني أنها تحب والدها، أو على الأقل لا تكرههُ، كما تكره شقيقها الوحش.
أقول الوحش، لأن كل أخ يضرب أخته، يكون نذلاً، رخيصاً، جباناً، حقيراً، وحماراً بأذنين طويلتين، ولا يستحق حتى صفة الوحش.
كلنا في الجرس ضد رهف، لكن ليس بعد الآن، ليس بعد أن شاهدنا لقاءها باللغة الانكليزية مع مذيعة ذكية، ومتمكنة حققت مع رهف التي تختصر كلماتها وإجاباتها في مقابلة طويلة، وفهمنا الكثير من هذا اللقاء.. فهمنا التالي:
1 – رهف حاقدة
2 – لا تجيد الكلام
3 – لا تجتهد لتدافع عن نفسها، ما يعني أنه لا يهمها أحدٌ بعد الآن.
4 – من لا يهمُه أحدٌ مثل حالة رهف، يكون مغواراً أو مقاوماً، يختار الموت أو الحياة بشروطِهِ.
5 – رهف صادقة لم تتغير أقوالُها في كل تصريحاتها وعلى اختلافها وكثرتها.
6 – كان بإمكانها أن تكذب، وأن تتهم أهلها بأبشع الحكايات، لكنها بدت أنها ليست بحاجة لإقناع أحد، وكأن الإجابات التي تقدمها فلأنها مجبرة وليست راغبة بالبوح.
7 – تغريداتها أوحت لنا في البداية أنها مستهترة ليتبين لنا أنها تنتقم من شقيقها، الذي يكبرها بسنة واحدة فقط، ويمارس عليها السيادة، والذي كان يضربها حتى النزف.
8 – رهف تجنبت أن تذكر والدها بكلمة، وكل ما قالته أنه لا يعيش معهم! أين يعيش الوالد إذًا؟ وبأي صفة يمنح ابنه السلطة على ابنته، وكيف تُمنح سلطة عليا لولد بحاجة لسلطة عليا؟
9 – إذا كان الإسلام يجيز ضرب الزوجات، فهل يجيز الإسلامُ ضربَ الشقيقات؟
10 – من ربى أم رهف، على أفكار مثل قص الشعر يعني التشبه بالرجال؟ وماذا يعني ذلك؟ وهل الرجل سن ساقط أم هو الإله؟ أين يقع الرجل في عقل المرأة كي يُحرّم عليها التشبه به؟
11 – أي أمر في الدنيا يستحق أن تُحرم صبية من أبسط الحقوق، وهي اختيار شكل شعرها؟ وماذا يقول الدين في ذلك؟ وهل يشرّعون غير ما في كتاب الله؟
12 – الصبية رهف القنون، والتي أصبحت رهف محمد، ضحية شقيق عاجز، وأم أُمية، وأبٍ يعتقد أن الرجال قوامون على النساء بالضرب والإهانة والشتيمة وقص الرقبة، فأوكل أمر ابنتِه لولد يحتاج لمن يُرشدهُ، ولا يستطيع أن يكون مربياً.
13 – والد رهف ترك أمها.. يعني ترك زوجته وأولاده وبالكاد تعرفه رهف..
14 – رهف بكت حين قالت لها المذيعة أن أهلها تبرأوا منها، ما اضطر المذيعة لوقف التصوير، وهذا يشير إلى مدى ارتباطها الروحي وتعلقها بأصلها، وسعوديتها ورفضت إلا أن تحمل اسم والدها إلى جانب اسمها.
من يترك عائلتَِهُ.. تتركُهُ عائلتُهُ.. من يخن عائلتَه تخونه عائلتُهُ.. الأبوة ماضي وحاضر ومستقبل الأوطان.. وطالما أن الآباء لا يقومون بأدوارهم لماذا لا يتنحون للنساء بدل ترك الأطفال يقتلون بعضهم.. هذا شقيق رهف اضطهدها وعذبها.. وها هي ترفع سيجارة الحشيش وتشتم العائلة.. وترفع كأس النبيذ لتهين شقيقها لا العائلة.
أي بنت تقبلُ أن تضربها أمها، لكن لا يوجد أختٌ على وجهِ الأرض، تقبل أن يضربَها شقيقها..
على الأهل أن يتأملوا طويلاً في قضية رهف ولا أحد يردد كبني عرب: أن ما يحدث لغيري لا يحدث لي!
نضال الأحمدية – بيروت