نقول أحيانًا بعض العبارات والمصطلحات الشعبية التي لا نفقهها، ولا اصول لها في اللغة العربية الفصحى، ولا نعرف أصولها مليًا، لنعتاد على نطقها في محاوراتنا، ونتوارثها من الأجيال التي سبقتنا ونورثها للأجيال التي ستلحقنا.
(أخو الشليتي) عبارةٌ من كلمتين نرددها عندما نوّد المزاح مع أحدهم ووصفه بالقوي الأزعر.
عرضت الممثلة اللبنانية رولا حمادة أصول هذه العبارة، قائلةً: (من هو الشليتي ومن هم اخوته؟).
استفاضت حمادة بالشرح عن جذور العبارة وتاريخ إطلاقها على الألسنة، لتقول:
(كانت الدولة العثمانية تعيّن موظفًا يراقب الأسعار في السوق، والتأكد من عدم التلاعب بها من التجار. كانت تطلق عليه تسمية “الشَليتي”. وعندما بدأ الشليتي يرتشي من التجار ويغض النظر عن التلاعب بالأسعار. عيّنت الدولة العثمانية موظفًا جديدًا سمّته “السرسري” ليراقب الشَليتي ويتأكد من نزاهته. لكن العدوى انتقلت من الشَليتي إلى السرسري. فأطلق عليه المواطنون لقب “أخو الشَليتي”. وما زالت هذه التسمية تحتفظ بمضمونها حتى يومنا هذا).
مازحت حمادة متابعيها متساءلةً: (ونتساءل كم أخو شَليتي يوجد في هذه الدنيا؟)
تستغل حمادة منبرها مرة أخرى كممثلة راقية تحمل رسالتها، لتقدّم رسائل مؤثرة تخترق أعماق متابعيها، وتعلّمهم بذلك دروسًا، وتعطيهم قيمًا حياتية، على عكس غيرها من التافهات، واللواتي لا تتعدى أكبر إهتماماتهنّ زيارة مركز للتجميل أو سوق للسلع الباهظة، أو الاعتداء على زميلة.
هل يستخدم العرب هذه العبارة كما اللبنانيين.. نرجو من قرائنا في 22 دولة وفي دول الإغتراب إفادتنا بذلك.
عبدالله بعلبكي – بيروت