لا تتعلّم أو تستفيد رولا_يموت أبدًا من النصائح التي نقدّمها لها وتصرّ على ترسيخ صورة المرأة التي تبيح جسدها ولحمها فتستخدمه لكيّ تحقق التفاعل عبر السوشيال ميديا.
إقرأ: رولا يموت بصورةٍ يعاقب عليها القانون ويعتبرها جريمة – صورة
كتبنا عنها الكثير، وقلنا إنّها بالحقيقة امرأة مُختلفة، لذا تظلم نفسها بنفسها وتشوّه صورتها أمام الرأي العالم الممتعض من تصرفاتها اللا مسؤولة والتي تتحدى أخلاقيات وقيم هذا المجتمع الشرقي المحافظ.
منذ قليل نشرت صورةً لها من داخل غرفة نومها، تخطت كل المحظورات.
ظهرت وصدرها خارج تمامًا من هندامها، وكأنّها تعرضه بالكامل.
هذه المرة أكثر وقاحةً، تبيح رولا صدرها لكل الرجال، ليستمتعوا بالنظر إليه، وهنا نقصد فئة المكبوتين جنسيًا الذين يعانون أمراضًا جنسية ونفسية صعبة، ولا يفرغون شهواتهم إلا عبر متابعة أجساد النجمات أمثال رولا وسواها.
ثمّة بعض النساء من يعتقدن أنّ طريق رولا أسهل بالوصول إلى هؤلاء الرجال، لذا يسعين إلى تضخيم صدورهن للفت الأنظار.
صدر رولا طبيعي، هذا ما قالته أكثر من مرة، لكن غيرها لا، لذا تجرين الجراحات التجميلية لتضخيمه.
لكن من تفكّر بتكبير صدرها، عليها أن تحذر كثيرًا لأن معدلات الانتحار بين النساء اللاتي أجرين جراحات لتضخيم الثدي مرتفعة جدًا حسب ما أظهرت إحدى الدراسات:
هؤلاء النساء غالباً لا يشعرن بالرضا من نتائج العمليات تلك بعد حين، ما يجعل العامل النفسي لديهن غير مستقر، يقول باحثون إن المواد المستخدمة بصنع تلك الأثداء ربما تتسبب بتغيرات في الجسم أو الدماغ، ما ينجم عنها اضطراب الحالة النفسية وارتفاع محاولات الإقدام على الانتحار.
تأتي هذه المناقشات بعد صدور تقرير المجمع الأميركي لجراحي التجميل، قال إن عمليات تكبير الثدي باستخدام زراعة الثدي الصناعي شكلت في عام 2006 أعلى نسبة بين جميع عمليات التجميل التي أُجريت في الولايات المتحدة، تحديداً بلغت حوالي 230 ألف عملية تكبير ثدي، بمعدل تكلفة يبلغ حوالي 3600 دولار للعملية الواحدة.
ما يعني أن حجم سوق هذه العمليات التجميلية الخاصة فقط بتكبير حجم الثدي يبلغ حوالي مليار دولار سنوياً في الولايات المتحدة فقط، دون تحديد حجم سوق هذه العمليات سنوياً في بقية مناطق العالم، ودون أيضاً تحديد حجم سوق بقية أنواع العمليات التجميلية المتعددة الأخرى للثدي نفسه في الولايات المتحدة وبقية أنحاء العالم.
الواقع أن التهوين من شأن هذه الدراسات، والتي دأب عليه البعض، يجب أن لا يستمر، لأن الحديث فاق مجرد الملاحظة، والإصرار المتكرر حتى اليوم أن المواد المستخدمة بصنع الأثداء المزروعة ليست السبب، بل الحالة النفسية للنساء.
الأطباء عودوا الناس على تمحيص كل الأمور الطبية بتأن وبتعمق، وكسبوا كل التقدير والثقة، وحتى لو كان العامل النفسي وحده السبب، فلماذا يتفاقم تأثيره لديهن بعد ما بين عشر إلى عشرين سنة؟
ما الذي يُميز عمليات تضخيم الثدي عن غيرها من العمليات التجميلية للثدي في التسبب بارتفاع حالات الانتحار؟
ضمن عدد أغسطس من مجلة مدونات جراحة التجميل الصادرة في الولايات المتحدة قال الباحثون من المؤسسة الدولية لأبحاث علم الأوبئة، في روكفيل بولاية ميريلاند الأميركية، إن المقارنة بين النساء اللواتي أُجريت لهن جراحات لتكبير الثدي اظهرت انهن عُرضة لاحتمالات الإقدام على الانتحار بنسبة تتجاوز ثلاثة أضعاف تلك الاحتمالات لدى النساء اللواتي لم يخضعن لذلك النوع من العمليات، وأن هذا الارتفاع لا يتضح إلا بعد مرور عشر سنوات أو أكثر بعد اللجوء إلى عملية زراعة ثدي صناعي للتغلب على عدم الرضا بحجم الثدي الذي وُهبن إياه بصفة طبيعية.
تتبع فريق البحث لمدة 19 عاما محصلة حالات أكثر من 3500 امرأة سويدية خضعن لعملية تجميل الثدي عبر الزراعة فيما بين عام 1965 وعام 1993، وقارنوا فيما بين أسباب الوفيات بينهن وبين التي لدى النساء الأخريات.
بمحاولة لتفسير سبب إقدام هؤلاء النساء على الانتحار، تقول الدكتورة ليبورث كلاماً مشوباً بالشك والضعف، مفاده أن بعض النساء ممن لديهن بالأصل أمراض نفسية قبل الخضوع لعملية زراعة الثدي، شعرن بنوع من التحسن بالوظائف النفسية على المدى القصير بعد العملية، لكنّه شعور لا يستمر.
لذا فإن بعد 10 أو 20 سنة يحصل تكرار أو سوء للمشاكل النفسية، ما يُؤدي بهن إلى الانتحار.
ما يعني أن كلامها مبني على افتراض أن الانتحار لا يقع إلا من قبل النساء اللواتي لديهن بالأصل اضطرابات نفسية، وأيضاً فقط ممن حالتهن النفسية تحسنت في السنوات الأولى ثم ساءت بعد أكثر من عشر سنوات من الرضا بما حصلن عليه.
والغريب تعقيبها المباشر، دونما استناد لأي دراسات أو أدلة علمية داعمة، بالقول أن لا شيء في تلك المواد المكونة للأثداء الصناعية المزروعة يُمكنه أن يُؤدي إلى رفع احتمالات إقدام المرأة على الانتحار!
الدكتور ريتشارد دي أميكو، الناطق باسم المجمع الأميركي لجراحي التجميل وطبيب الجراحة في إيغلوود بنيوجيرسي والمرشح لرئاسة المجمع المذكور، قال إنه لا تُوجد علاقة مباشرة من نوع السبب والنتيجة فيما بين زراعة الثدي الصناعي والإقدام على الانتحار، وأن جراحي التجميل محاطون علماً بأن بعضاً من المرضى اللائي تُجرى لهن عمليات تجميلية ربما ليسوا مرشحان مناسبان للخضوع لها.
كانت أعلى معدلات الانتحار لدى النساء اللواتي لجأن لعملية تكبير الثدي بعمر 45 سنة وما فوق.