مر عيد الجيش في لبنان، وهنأت الفنانة السورية رويدا عطية الجيشيْن السوري واللبناني، وليست المرة الأولى التي تتذكر بها رويدا لبنان الذي قدّمها للجميع، ولم تنكر جميله.
وصفت الجيش اللبناني بالعظيم، ومدحت جيش بلادها الذي واجه مؤامرة كبرىى للقضاء عليه ولتحطيم سوريا واقتصادها.
رويدا السورية الوحيدة التي تذكرت وطن الأرز الذي يشرف رؤوس السوريين السوريين من الحاقدين علينا غير المعترفين بنا والذين يطلبون من أكثر مما يستحقون.
رغم فضله على كلّ الفنانين السوريين، ومنهم ناصيف زيتون الذي يعيشا بينن بدون أن يسدد الضرائب المفروضة عليه حتى فيفر من أمام دوائر المعاملات كما حال كل النجوم تقريبًا.
ناصيف لم يتذكر لبنان بعيد جيشه ولم يكتب له يومًا، بل راح يتغزل بجيشه السوري وهذا حقه، وتناسى وطنًا قدّم له كل ما حلم به،ويعيش على أرضه منذ ٨ سنوات، ويتأقلم مع عادات شعبه ويحكي بلهجتنا ويغني بلهجتنا، ويمارس حياته اليومية ونشاطاته مثلنا؟ أليس هذا يسمى نكرانًا للجميل؟
رويدا تخرّجت من سوبر ستار عام ٢٠٠٣، ووقتها غضب اللبنانيون منها وظنوا إن المخابرات السورية ضغطت آنذاك لتخرج زميلها اللبناني ملحم زين، وكادت أن تتعرض للضرب والأردنية ديانا كرزون عندما تأهلتا للحلقة الأخيرة، رغم ذلك لم تحزن، وغنت لصباح وظلت تذكر عمالقة لبنان، ثمّ شاركت الراحل وديع الصافي دويتو (هيدا لبنان)، وأدته بإحساسٍ لافتٍ كأنها تغني لبلدها!
صاحبة (شو سهل الحكي) تعرضت لحروب من عدّة منتجين ومنتجة لبنانيين حاولوا عرقلة مسيرتها، وجلست في منزلها سنوات دون أن تقدم عملًا رغم جمال صوتها، وواجهت أزمات بسببهم وشوّهوا صورتها ولفّقوا عنها الشائعات، رغم ذلك لم تترك لبنان يومًا ولم تنقم، وكانت تحكي عنه بمقابلاتها بحبٍ وكأنه عشيقها!
الفنان السوري بالمقابل دُعم منذ فوزه بلقب (ستار أكاديمي) ولم يحاربه أحد، وصار غسان الشرتوني صاحب شركة (Music is my life) عرابه الأول، يشجعه وكأنه ابنه، يروّج لأعماله وحفلاته، وصنع منه اسمًا مهمًا مطلوبًا بالحفلات والمهرجانات الكبرى، وأحبه اللبنانيون واستمعوا له، وكان طريقه مفروشًا بالورود، ورغم كل هذا، تجاهل اليوم واجبَ الكتابة عن جيش عظيم لم يجبر مواطنًا على التطوع بشكل إلزامي، ولا يُدفعه مبلغ ثمانية آلاف دولار أميركي ويجبره على الاغتراب ليجمّعه، بل يحميه ويشعره بالآمان.
شكرًا رويدا لأنك أصيلة لا تتنكرين، أما ناصيف فعليه أن يتعلّم أن الأوطان ليست مكانًا للحفلات والمصالح والأموال، بل للحبّ والوفاء والاخلاص وعدم انكار الجميل!