وجد بحث جديد من مركز مايو كلينك للطب الفردي أن المرضى المصابين بابيضاض الدم المايلومونيكي المزمن بسبب طفرة ASXL1 – وهو نوع غير شائع من سرطان نخاع العظم – لديهم تغييرات لاجينية مميزة يمكنها تنشيط الجينات الضارة وتتسبب في نمو السرطان بشكل أسرع. كما يمكن لطفرة ASXL1 الجينية تحويل المرض إلى ابيضاض الدم النقوي الحاد الأكثر عدوانية.
تساعد الدراسة، المنشورة في مجلة الاتصالات الطبيعية، على رسم ملامح استراتيجية علاجية محتملة وتضيف إلى معرفتنا بشأن التعبير الجيني ASXL1.
وتشير الوراثة اللاجينية إلى التعديلات الكيميائية في المواد الجينية للخلية التي تتحكم في كيفية التعبير عن الجينات وتؤثر على تفسير شفرة الحمض النووي. تظهر الأبحاث أن الوراثة اللاجينية تلعب دورًا مهمًا في تطور وتقدم العديد من الأمراض، ومنها السرطان.
ويقول موريتز بيندر، دكتور الطب، العالم واختصاصي الدَّمَويات في مايو كلينك، والمؤلف الرئيسي للدراسة: “تتغير الوراثة اللاجينية لدى المرضى المصابين بطفرات الجين AXSL1 بطريقة تسمح للخلايا السرطانية بتفعيل الجينات الضارة لدى المرضى”. لقد حاز الدكتور بيندر على جائزة عائلة غرستنر للتطوير المهني لعام 2021.
ويوضح الدكتور بيندر قائلاً: “لا تؤثر هذه التغيرات اللاجينية على مخطط الحمض النووي نفسه، بل تؤثر على كيفية قراءة المخطط – بمعنى أيُ الصفحات تُقرأ وأي الصفحات لا تُقرأ”.
ابيضاض الدم المايلومونيكي المزمن هو سرطان يصيب عادة الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 عامًا فأكثر. ويبدأ أولًا في الخلايا المكوِنة للدم في نخاع العظم ثم يغزو الدم. وما يقرب من 40% من مرضى ابيضاض الدم المايلومونيكي المزمن لديهم طفرة في جين ASXL1.
يقول الدكتور بيندر: “لسوء الحظ، لا يستجيب المرضى المصابون بطفرات ASXL1 جيدًا للعلاجات المتاحة حاليًا ولا يحققون أداءً جيدًا”.
لأغراض للدراسة، أجرى الدكتور بيندر وفريقه بحثًا شاملًا متعدد الأومكس باستخدام مجموعة متنوعة من طرق التسلسل عالية الإنتاجية، حيث يوفر تعدد الأومكس الفرصة لفهم تدفق المعلومات الكامنة في المرض.
وقارن الباحثون عينات من مرضى بطفرات ASXL1 ومرضى بدونها وقاموا بتحليل نشاط الجينات إلى جانب الجزيئات حول الحمض النووي. وقد تضمن البحثُ التعبير الجيني والعديد من التعديلات التي تؤثر على تغليف الحمض النووي.
يقول الدكتور بيندر: “لقد سمح لنا ذلك بإجراء نمذجةٍ لأجل استخلاص استنتاجات بشأن تأثير التغيرات اللاجينية من حيث الفصل والتوافق في التعبير الجيني لابيضاض الدم في مرض ابيضاض الدم المايلومونيكي المزمن الذي تسببه طفرة ASXL1”.
وفي المُجمَل، وجدوا أن طفرات ASXL1 مرتبطة بالإفراط في تعبير الجينات الرئيسية التي تسبب ابيضاض الدم.
ويوضح الدكتور بيندر: “تدعم دراستنا الفكرة القائلة بأن العديد من الجينات المهمة المؤدية لابيضاض الدم تخضع لسيطرة العناصر المنظمة في الجينوم”.
وتشير البيانات إلى أن هذه العناصر المنظِمة تعمل فقط لدى المرضى المصابين بابيضاض الدم المايلومونيكي المزمن الذي تسببه طفرة ASXL1، وبالتالي قد تكون هذه بمثابة أهدافٍ علاجيةٍ فرديةٍ جديدةٍ. ويخطط الدكتور بيندر لترجمة هذه النتائج إلى تجارب سريرية مبكرة قريبًا.
ويضيف بيندر: “دراستنا هي حجر الأساس لعملٍ مستمرٍ يهدف إلى استكشاف المزيد من السُبُل لاستهداف تلك العناصر المنظِمة لكل مريض باستخدام أدوية جديدة صغيرة الجزيئات. وباتباع هذا النهج، نأمل في استعادة التعبير الجيني الطبيعي، أو على الأقل علاج الخلايا السرطانية بطريقة جديدة للتغلب على التأثير الضار لطفرات ASXL1”.