هذه السيدة لا تتصابى، بل تعلّمنا درسًا رجالًا ونساءً، مفاده أنّ لكلّ مرحلة عمريّة جماليّةً وسحرًا فريدين لا يتشابهان مع كلّ امتيازات المراحل الأخرى من العمر.
سميرة_سعيد تعيش دون أن تخاف رقمًا يسمّونه عمرًا يربطونه بسنّ أجسادنا، علينا أن ننظر إليه كمؤشر لشريطٍ هائل من الذكريات عبرناه، لكنّه غالبًا ما يمنعنا من الاستمتاع ببقيّة فترات الحياة.
إقرأ: سميرة سعيد الشابة مع كلبها المفضّل – صورة
بصورِها أدناه التي راقبناها طويلًا، تعلّمنا أيضًا عن الروح التي لا تشيب، تنصحنا دون أن تتكلّم، كيف نحبّ الحياة ونمضيها دون أن نستهلكها في بؤر الأحزان والمآسي، فتتوه من أيادينا دون أنّ نملكَ إمكان استعادتها.
سميرة ترتدي فستانًا أبيض طويلًا خاطفةً أنظارنا وقلوبنا وحواسنا.
هذه الفنانة القديرة لم تبنِ أرشيفًا مُميّزًا فقط، بل مدرسةً علّمت بها حصصًا بعيدًا عن الفنّ، أهمها دار حول حبّ الحياة والتمتع بكلّ لحظاتنا، أنّ نفرح ونتجنّب الآلام التي تقصّر العمر، فنحبّ أنفسنّا كما نحن، نتصالح مع أعمارنا، لا نحسد الأصغر، لا نخاف مجاورة الأكبر، ألا نكذّب على الذات ولا نشتت التفكير بتفاصيلٍ بائسة.
نعيشُ الحياة مرةً واحدة، سياسةٌ تعتمدها سميرة، وتعلّمنا إياها كلّ مرة تنشر بها صورةً لها.
وما أجمل أن نمضي لحظاتنا نتأمّل جمال هذه المرأة العربية الشامخة، بجمالٍ وأناقةٍ ووقارٍ واستقامةٍ وعناصرٍ عديدة تفتقر إليها نجمات كثيرات في شرقنا!
أيقونة تبقين أنتِ يا نجمة المغرب والعرب..
عبدالله بعلبكي – بيروت