نشر أحدُ رواد (السوشيال ميديا) صورةً قديمةً نادرةً للفنانيْن المصرييْن العظيميْن شادية وعبد الحليم حافظ التُقطت لهما منذ ٥٣ عامًا، تحديدًا عام ١٩٦٧.
ظهرا من كواليس فيلهما الشهير (معبودة الجماهير) الذي حصد أعلى الإيرادات عند طرحه، ولا يزال يحقق كلما يُعرض نسبة مشاهدة مرتفعة.
تلك السنة أي ١٩٦٧ شهدت حربًا إسرائيلية مدمّرة على مصر وسوريا والأردن، قادها الزعيم جمال عبد الناصر لكنه هُزم بها، ورغم الحرب نرى شادية وعبد الحليم يستعدان لتصوير فيلم جديد، كما كانت أم كلثوم آنذاك تحيي الحفلات لتتبرع بإيراداتها لصالح الجيش المصري الباسل.
الصورة تشرح لكم الآتي:
النجمان الكبيران يتناقشان حول مشهدٍ ما يقرآنه، ما يشي بتواضع الكبار الذين لطالما اتحدوا سويًا بكافة جهودهما لإنجاح عملهم، ويعطون نصائح دون أن ينظّروا على بعضهم، عكس ما يحدث الآن.
المفاجأة أنّ صورة شادية وعبد الحليم دخلت لوائح الترند ورأيناها في كل مكان على (السوشيال ميديا)، ما يثبت النظرية الآتية: الأصل دائمًا يغلب ويقلب الطاولة أخيرًا على كل المقلّدين.
رغم الهبوط والإسفاف اللذيْن يحيطان الوسط الفني الآنّي، إلا أنّ للزمن الجميل مكانٌ في كلّ زمانٍ، ومهما تدهور السوق الفني الشرقي تبقى الأصالة الفنية منتصرةً دائمة، وتبقى أعمال العمالقة محفورةً في ذاكرة كلّ الأجيال.
في لبنان لطالما غنّى عمالقته وزرعوا أجمل الابتسامات على وجوهٍ شاحبة أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، ونذكر صباح التي كانت تركض من ملجئ لآخر نهارًا وتغني ليلًا، كذلك فعلت فيروز ومعهما وديع الصافي ونصري شمس الدين وكلّ أيقونات وطن الأرز.
كلهم واجهوا الحرب ببسالةٍ، لذا أصبحوا كبارًا، ولذا نفتقد للكبار بهذا الزمن لأن أقل عناصر المواجهة لم تعد مُتاحة اليوم، عند فنانين لا يهمهم سوى ما يحقّقونه من أرباحٍ وأموال ومصالح!
عبدالله بعلبكي – بيروت