منذ بداية ثورة ١٧ تشرين الأول من العام المنصرم، يهاجم الكاتب والمخرج اللبناني شربل خليل المتظاهرين الذين انتفضوا لكرامتهم ولكرامته ولكرامة أولاده ويخونهم ويشتمهم ولا يكتفي بمساندة السلطة بل يسعى بكل الوسائل لتشويه صورة الثوار وكأن الطبقة السياسية أفادته يومًا كما كل اللبنانيين.
منذ قليل غرد مستعينًا بما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن زواج المثليين ولا نفهم ما علاقة هذا الموضوع بالثورة: (الزواج هو اتحاد بين الرجل والمرأة.. أما أي زواج آخر فلن يتم طالما أن رئيسًا لروسيا).
علّق على كلام الروسي الذي لديه أطماع كبرى في الشرق العربي كالأميركي، لكن العربي لا يعرف إلا التهليل لأحدهما لا لمصالحه: (طلع بوتين رجعي ومتخلف مثلي).
شربل يحق له أن يكون ضد زواج المثليين وربما معظمنا ضد هذا النوع من الزواج الذي لا يتوافق مع القيم والمبادئ التي كبرنا عليها، لكنه يشوه الحقائق عندما يدعي إن المتظاهرين يطالبون زواج المثليين وهذا لم نسمعه يومًا في المظاهرات التي لطالما اكتظت بالرجال لا بأبناء الجنس الثالث، أو كأننا نعيش في السويد أو ألمانيا ومن شدة الرفاهية والرخاء لم نعد نعلم ماذا نطلب!
اللبنانيون يتظاهرون لأجل انهيار سعر صرف عملتهم الوطنية أمام الدولار وغلاء الأسعار الجنوني، فساد السياسيين، سرقتهم لأموالهم، هيمنة الأحزاب الإقطاعية، ونفاق الأحزاب التي ادعت التغيير ولم تفعل شيئًا بل كرست نفسها في نهج المحاصصات والزبائنية.
الثوار يريدون الوصول لدولة مدنية وعلمانية يعيشون تحت ظل قوانينها كما أغلب مواطني العالم، ومنهم من المتدينين والمتمسكين بالعادات والتقاليد والذين يرفضون زواج الشواذ أو أبناء جنس لوط.
شربل يعي تمامًا أن العديد من مناصري التيار الوطني الحر الذي يدعمه ويترأس السلطة الحالية، مثليون جنسيًا وهم اليوم يدافعون بشراسةٍ عن الطبقة الحاكمة ويرفضون الإقرار بالثورة الشعبية مثله تمامًا وبعض منه دون شك يحلم بتشريع زواج المثليين، فهل يُحسب هذا كله على التيار الذي يمثله رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية المخلوع جبران باسيل؟