قبل قليل كتبنا نرفض ما نشرته الممثلة السورية أمل عرفة، والذي اعترضت فيه بعنجهية، يعني بفوقية، يعني بذاتية لعينة، على وضع اسمها إلى جانب اسم الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن، وما عبرت عنه من عتب شديد اللهجة على الممثلة السورية زميلتها وصديقتها، شكران مرتجى، التي كانت حلّت ضيفة على برنامج (أكلناها) مع الممثل السوري باسم ياخور، الذي سألها أن تختار بين ماغي وأمل، فرفضت شكران بكل أدب، وهربت من الإجابة بأن تناولت السمك النيء أمامها عقابًا على عدم الإجابة وهذه شروط اللعبة.
أمل، بتعالٍ يكرهه الله وخلقهُ، وغطرسة مقيتة، رفضت علناً، وبوقاحة، أن يُوضع اسمُها إلى جانب إسم ماغي ابو غصن، وكأنّ ماغي ممثلة من الدرجة العاشرة، أو وكأنها مثال سيء، أو متعدية على الفن.
ولوهلة أولى أحسسنا أنّ قيامة أمل قامت، لأنّ شكران رفضت أن تفضلّها على ماغي، وكأن شكران تقارن بينها وبين عارضة أزياء، أو ممثلة فارغة تعتمد على شكلها وفخذيها وفستانها، لا على ممثلة بدأت مع كبار مخرجي الساحة السورية ونجومها، وتتلمذت على أيديهم، قبل أن تعود إلى لبنان، لتصبح نجمة صف أول فيه، وتنافس نجمات الدراما الأوائل لبنانياً وعربياً.
موضوعنا هنا ليس ماغي، بل أمل، التي ختمت ما أعلنته اليوم، برسالتين، الأولى تحقّر فيها الكبيرة جداً شكران مرتجى، حين أوحت أنها لم تقم بالاختيار خوفاً من شركة (إيغل فيلم) التي يملكها السيد جمال سنان زوج ماغي بو غصن، أو طمعاً بأعمال معه، هذا رغم أنّه على مدار ست سنوات من الإنتاجات لشركة إيغل فيلمز، لم تعمل شكران سوى مرتين مع هذه الشركة، أي أنها ليست حاضرة في كل أعمالهم، ولا مصلحة لشكران أو غاية أو دافعاً للتملق، كما أرادت أمل عرفة أن توحي للرأي العام، محاولة تصغير شكران والطعن بشئمتها وقرارها وشخصيتها، وموحية أنها معدومة القرار، ومسيئة لشركة إنتاج كبيرة، وكأنّ ايغل فيلمز تنتظر وتراقب لتعاقب الممثلين الذين لا يختارون ماغي في أسئلة التفضيل والمقارنة. وهذا أمر معيب جداً على أمل أن تعتذر عنه فوراً!
ثانيا، وفي رسالة مبطنة ختمت بها أمل عرفة كلامها قائلةً: “حتى لو ذاكرتك عم تخونك بشوية تفاصيل فنية كبيرة قدمتلك اياها”.
هذه الجملة، إن دلّت عل شيء، فعن تشوه أصاب أمل التي كنا نعرف أنها طيبة ومتوازنة، لأنها بما كتبت تمنّ على شكران، النجمة الكبيرة، وكأنها صاحبة فضل عليها، وبغرور كتبت تذكرها بفرصة عمل، قدمتها لها قبل 20 سنة!، حين عرضت عليها دوراً في مسلسل (دنيا).
أمل التي تمنّ على شكران وتعايرها، عليها أن تعي أنّ شخصية طرفة العبد، التي قدمتها، شكران بإتقان عالٍ، قبل سنوات طويلة، كان لها دورًا أساسيًّا جداً في النجاح الساحق الذي حققه مسلسل (دنيا) آنذاك، وأنّ شكران شريكة هذا النجاح، من الندّ للندّ، وأنّ شكران من لها فضل على أمل، بأن ساهمت في إنجاح مشروعها حينها، وطيّرته لسابع سما، فيد أمل وحدها لم تكن لتصفّق، كذلك يد شكران.
معيب الحال الذي وصلت إليه أمل مؤخراً، معيب جداً أن تخرج لتهاجم زميلة وصديقة عمر، وتعايرها أمام الناس بهذا الشكل القبيح، لأنها ببساطة لم تجب على سؤال خيرّها بينها وبين ماغي، وشكران لم تجب ليس خوفاً من أحد، بل رفعة، ولأنها تحب الاثنتين، ولأن لا ترى أن إحداهما أفضل أو أقوى من الثانية.
نأسف لحال أمل، ونتفهم وضعها النفسيّ الصعب، فهي تطل اليوم بمسلسل (كونتاك) في المنافسة الرمضانية لكنّ أحداً لا يشاهده، وثلاث أرباع الأمة العربية لا يعرفون حتى أنّ لديها مسلسل على الهواء، هذا عدا عن أنها فشلت فشلاً ذريعاً مؤخراً في (سايكو)، الذي رُمي في جوارير الرفض لسنتين ثم بيع لمحطة (لنا) التي عرضته فكان السوريون أول الرافضين له، لأنه سخيف ودون المستوى، هذا عدا عن برنامجها الأخير (في أمل) الذي حقق نجاحًا أقل من قيمتها، وشهد على مروره المذل كل السوريين أيضاً الذين انتقدوه بقسوة وطالبوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي مراراً بإيقاف عرضه.
على أمل أن تصلي كثيراً، وتطلب من الله أن تسامحها شكران وكذلك ماغي، ثم أن تتداوى نفسياً من آلام فشلها المتكرر الأخير، فهي نجمة كبيرة جداً، وموهوبة حتى العظم، لكن هذا لا يخوّلها ولو كانت أهم من جنيفر أنستون، في مسلسل فرندس Friends، أن تخرج لتتباهي بقدراتها، مقللة من قيمة وقدرات الآخرين وبهذا الشكل المعيب جداً بحق اسمها وتاريخها.
مارون شاكر – بيروت