أطلقَ الممثل السوري الكبير قصي_خولي فيديو كليب أغنيته الجديدة (القصة كلها)، ويقاسمه غناءَها مغني الراب الشعبي إسماعيل تمر.
إقرأ: قصي خولي إلى الغناء هل ينجح؟ – صورة
هذه التجربة الغنائية الرسميّة الأولى لقصي الذي حقق تفوقات كبرى لأكثر من عقديْن من الزمن، ليصبح واحدًا من أعمدة الدراما السورية والعربية، ولا ينافسه بمعيار الكفاية والموهبة والأداء والطاقات سوى قلّة.
لطالما صنّفناه بين كبار مهنة التمثيل في الشرق العربي، بعدما لعبَ جميع الأدوار، المركّبة منها والبسيطة، الكوميدية منها والتراجيديّة، المتآلف عليها منها وغريبة الأطوار.
شخصيات دراميّة تشبه كيانه وأخرى تناقضها، وكلّها تقمّصها بامتياز مع مرتبة الشرف.
رغم حرفيّته وكونه من المخضرمين المتمّرسين، يومًا لم يتعالَ على معجبٍ أو زميلٍ، ودائمًا ما عهدناه محترمًا خلوقًا نبيلًا بحياته الشخصية، التي أبعدها قدر المستطاع عن الميديا: من الإعلام والسوشيال ميديا!
إقرأ: قصي خولي لا حكم عليه ونثق به!
(القصة كلا) أغنية تناقش قصة الإنسان الناجح الذي ما أن يحقق هدفه ويتقدّم خطوات رافضًا الاستسلام والخسارة، حتّى يتعرض لحروبٍ ومؤامرات عدّة من أقرب المقربين ومن أبعد البعيدين.
على طريقة (الراب)، يردّد قصي وإسماعيل كلمات اختبرناها، فكم مرّة خسرنا صديقًا، وكم مرّة خذلنا حبيبًا، وكم مرّة طعنا قريبًا، كلّما اقتنصنا هدفًا وسجّلنا نجاحًا وحققنا حلمًا!
العمل لا يجاري الفئة العمرية الشابة أو جمهور المراهقين فقط، بل يُمكن أن يُستمع له من الكلّ، ما عدا الذين لا يحبّذون لون (الراب)، لكننا ندعوهم للاستماع أولًا ثمّ إطلاق حكمهم على العمل.
قصي بدا واثقًا، يقول ما مرّ به، يسرد امتحانات مهنيّة نجح بها وامتحانات حياتيّة سقطَ بها من وثقَ بهم، ويغني بخامةٍ صوتيّة جيّدة لم تزعجنا.
أحببنا غناءَه ونهنئه كيف استطاع أن يجاري اللحن السريع ويواجه إسماعيل الذي يُشتهر بهذا اللون في سوريا، ولديه عدّة أعمال ماضيّة.
الصورة جميلة، الألوان متناسقة، الدقة فائقة الجودة (4k)، تظهر فرقة موسيقيّة خلف الفنانيْن السورييْن، الإخراج بسيط لكنه ذكي لإبراهيم قاسم.
الكاميرا تتحرّكُ بذكاءٍ وبانسجامٍ تام مع كلمات الأغنية، فعندما يذكر قصي كيف تتبدّل سلوكيات البشر معه عندما ينجح، وكيف ينقلبون رأسًا على عقبًا، تُقلب الكاميرا بنفس الحركة مرئيًا.
عمل جميل جدًا يضيف الكثير لقصي الممثل القدير، ولا ينتقصُ أبدًا من شأنِه وحجم مسيرته التي يجب أن يفاخر بها أمام كلّ قاصٍ ودانٍ، ولا سيما أمام كلّ متطفل ما إن نجح عملٌ له، حتى نصّب نفسَه من الكبار، وما عادت عيونه ترى الأرض!
عبدالله بعلبكي – بيروت