أمس كتبت الممثلة اللبنانية القديرة كارمن_لبس تدعم الفلسطينيين الأبطال بوجه أعدائهم وأعداء الأرض والإنسانيّة الصهاينة: (من يتفلسف وهو جالس خلف شاشة هاتفه يحتسي القهوة ويلوم أي فلسطيني على الرد بعنف على إسرائيل كمن يلوم امرأة فقأت عيون مغتصبها).
كارمن كما كلّنا نصفّق لدك معاقل الصهاينة بصواريخ المقاومة الفلسطينية البطلة، فحبسهم في الملاجئ كالجرذان الخائفة.
يحق للفلسطينيين أنّ يردوا بالطريقة التي يرونها مناسبةً، ويثأروا لشهدائهم ومنهم أطفال استشهدوا تحت الركام، نتيجة قصف الطائرات الصهيونية المتواصل.
لكنّ النجمة الكبيرة تعرّضت لهجومٍ محدود من بضعة سخفاء تافهين فارغين حاقدين، متهمين إياها بعدم التفاعل مع أحداث تفجير ٤ آب المروّع في بيروت، والذي فُجّر عبره المرفأ رقم ١٢، ما أدى لسقوط ما يزيد عن مئتي شهيدًا وآلاف الجرحى.
وكأنّنا لا نتابع ولا نراقب ولا نشاهد، يحكمون بسهولةٍ وكأنّنا مجرد أغبياء نتلقّى المعلومات الخاطئة ونرددها كما كان يتحكّم الإعلام العالمي بوعي مشاهديه، فيصوّر الإسرائيلي مُدافعًا والفلسطيني إرهابيًا مُعتديًا.
لا أكثر من كارمن من صرخ ضد طبقة الحكام اللبنانيين الملعونين في الدنيا والآخرة، ولا أجمل منها ذكرت كلّ يوم شهداء التفجير الراسخين في قلبها وقلبنا.
إقرأ: كارمن لبس تصرخ بأعلى صوتها هل يسمعون؟ – فيديو
هؤلاء يزعمون أنّ القضيّة اللبنانيّة أولوية، فقط ليصبوا أحقادهم على الفلسطينيين متهمين إياهم بتخريب وطنهم، علمًا أن المخربّ الحقيقي معروف، نفسه السياسي الذي يحكم البلاد ويستغل المجموعات (لبنانية أو غيرها) لتحقيق مآربه ومطامعه، فليبي نداء الغريزة السلطويّة والمادية التي تتحكم به.
نفسه السياسي الذي انتخبوه لمدة ثلاثين عامًا، فعاث في أرضهم فسادًا، وصفّقوا له فاسدًا سارقًا ناهبًا، متحججين بحمايتهم من أبناء وطنهم الآخرين الذين ينتمون لعقائد دينية مُغايرة.
لا أحد غير هذه الطغمة الحاكمة اللعينة مسؤولة عن كلّ ما حدث ويحدث في هذا الوطن.
أما القضيّة الفلسطينيّة، فإنسانيّة بالمرتبة الأولى القصوى، أكثر من كونها دينيّة أو عربيّة أو قوميّة بفوارق عديدة.
عندما يُقتل ويُغتصب ويُسرق ويُرعب ويُجرّم ويُظلم صاحب أي أرض، من واجبك الإنسانيّ أن تتضامن معه، إنّ كنت طبعًا تُحاط بتكوين الأول بمشاعر وأحاسيس نبيلة شفافة، لا تغلبها الأحقاد والأمراض والعقد.
التضامن مع مالك الحق، لا يعني تخليك عن منزلك ولا أرضك ولا حقك ولا وجودك ولا القضايا الأخرى التي تؤمن بها.
بل على العكس، الإيمان الشديد بالقضايا الساميّة، تزوّدك بمنسوب مرتفع يُضاف إلى أخلاقياتك العامة، ما يصوّب طريقك نحو القرارات والخيارات السليمة في الحياة عامةً.
القديرة كارمن ارتقتْ انسانيًا وارتفعتْ إلى رتبة العظماء، فنانة لا تستخدم (السوشيال ميديا) إلا بمواضعها الصحيحة، تستثمر كما يجب المنبر، لدعم المظلومين والمضطهدين وتمرير رسائلهم وأصواتهم.
وأمام كلّ هذا الاعتزاز النزيه بها، لا يعد للحديث عن هؤلاء التافهين المعتدين أكثر، أي أهمية.
عبدالله بعلبكي – بيروت