بأجمل حلقات (المواجهة)، لم تلتزم الكاتبة والممثلة اللبنانيّة كارين_رزق_الله الصمتْ بل صرختْ تواجه، لكنّ بإتزانٍ وهدوءٍ وعقلانيّةٍ، فتنادي بجلّ حقوقها كمواطنة لبنانية سُلبت حق الحياة وحق الفرح وحق الأمان وحق الحرية..
إقرأ: كارين رزق الله بأكثر الصور جرأةً وهذا رأينا! – صورة
البرنامج يحصد قدرًا عاليًا من الاهتمام الجماهيري، حلقة أمس لم تخرج عن دائرة النجاح هذه، مسجّلة نسبة مُرتفعة من المشاهدات والتفاعلات الإلكترونيّة.
جماهيريّة لا نستعجبها من أكثر ممثلات لبنان نجاحًا وقدرةً على اقتناص ميول الجماهير، نسبةً لنصوصها الهادفة التي تكتبها بإخلاصٍ، وأدائها المتميّز كممثلةٍ قلبت الطاولة على كلّ من حاصرها في الملعب الكوميدي، لتسجّل أهدافًا عدّة في كافة ملاعب الدراما الأخرى.
كارين تحدّثت بالسياسة، لم ترضَ الإثناء على أي مسؤول يفتقد كلّ زمام المسؤولية، بين (ضعيف) و(متسلط) و(متفرّج) أطلقتْ النعوت على أكثر زعماء الأرض فسادًا وهيمنةً وخنوعًا للأجندات الخارجية.
عن الفنّ، أشادت بالممثلة اللبنانية القديرة ليليان_نمري التي قاسمتها بطولة مسلسل (ع اسمك) ووصفتها ببسمة الأمل الوحيدة بعملهما، فيما لم تتدنَ لأسلوب عايدة صبرا التي أهانتها ولم تجرحها، وعقّبت: (عايدة أستاذة مسرح تعلّم أجيالًا، أحزن على إنسانةٍ يجب أن يمتثل بها طلابها، فتصبح القدوة التي تمنح حسّ الأخلاقيات لهم).
إقرأ: ممثلةٌ اعتدت على كارين رزق الله التي رفضتْ الصمت! – وثائق
كارين الأمّ لا تقل تألّقًا ولا شغفًا، تقول عن ابنتها نادية شربل التي استضافها مذيع البرنامج رودولف_هلال: (سأسامحها على كل خطأ قد ترتكبه، سوى أن تؤذي شقيقتها الوحيدة نايا).
بأكثر اللحظات ألّمًا رغم الضحكة التي لم تنقطع عن ملامحها، روتْ: (أخاف على ابنتي من الموت، فمصيرنا في هذا الوطن مجهول).
دمّعت عيناها، ما أجمل حسّ أمومتها، كارين تفوّقت ونالت درجة امتياز عن دورها كوالدةٍ كما ككاتبةٍ، بتواضعِها اللافت أبتْ الاعتراف أنّها الأهم بين كلّ زملائها، لتمنح لقب الكاتبة الأفضل لكلوديا مارشيليان.
إقرأ: كارين رزق الله نجمة بملامح حقيقية؟
مرآة هذه النجمة واحدة، لا تعي التزّلف كلغة تعبير، ولا تهوى التمثيل خارج ساحات التمثيل، ولا تزوّر آراءها إرضاءً لأحد.
عن إمكان امتناعها عن كتابة التغريدات الجريئة في عالم السياسة المتوعّر تقول: (هذه أنا، ينصحوني بالصمت، لكنّني لا أستطيع، هذا وطني وينهار أمام أعينيّ، كيف أسكت!).
إذًا هذه ثقة عارمة بنفسِها وآرائها وقناعاتها وخياراتها في كافة ميادين الحياة.
كارين أمس بنضوجها أثبتتْ استحقاقيّة وصولها لمصاف النخبة بين المراتب المتقدّمة.
لغة جسد أكثر من متزنة، ونبرة متماسكة، ومناخٍ هادئ حكم ردود أفعالها.
أما ما كشفناه تباعًا ويجعلها أكثر تفرّدًا: أنّها تعرف ما تريد..
هذا سرّ توهّج كارين رزق الله الدائم.
أما سر مقدّم (المواجهة) رودولف هلال، فيكمن في إنّه أكثر من يشبه نفسه، لا يقلّد زميلًا ولا يفتعل شخصيةً أخرى، يظهر كما نعرفه بعفويتِه وتمكّنه من إدارة الحوارات، ويتقدّم حلقةً بعد حلقة، لا نلاحظه يقاطع الضيوف، ولا يعتدي على حقّهم بالحصول على جلسة حوار هادئة ومُحترمة، لكنّه لا يكتفي بمسلمات الحوار، ويعي كيف يمرّر الرسائل وكيف يحصل على أجوبة يريدها، تجعل من برنامجه الأكثر جدلًا، لكنّ ضمن قائمة الأكثر نجاحًا أيضًا.
عبدالله بعلبكي – بيروت