بعدما كتبنا عن المشهد الجنسي الذي عُرض ضمن حلقة أمس من مسلسل (راحوا)، وأثار غضبًا جماهيريًّا عارمًا واستياءً من النسبة الكاسحة من متابعي (السوشيال ميديا).
يمكنكم قراءة التفاصيل هنا: إقرأ: مشهد جنسي فاضح في الدراما اللبنانيّة! – فيديو
وبعدما قارنا بينه وبين المسلسلات التي تواجهه في رمضان، وتنتصر عليه فنيًّا، جماهيريًّا تقول شركة (ايبسوس) إنه يحتل الصدارة، لكنّنا لا نعطي أهمية لأرقام شركات الإحصائيات في لبنان، فغالبها تُباع وتخضع لسياسة المحسوبيات في غابة زبائنيّة نعيش أدغالها!
أعلن اشتياقًا عميقًا لنصوصّ الكاتبة والممثلة كارين_رزق_الله، التي فاجأت جميع من شاهدها، بإحداثها أكبر النقلات النوعيّة عبر نص (قلبي دق) عام ٢٠١٥، والذي غاص في زوايا الأحياء والمدن اللبنانيّة، ناقلًا ما يقوله اللبنانيون في منازلهم وخارجها، بأقرب توصيف للواقع الملموس الذي ما اعتدنا أن تقاربه الدراما المحليّة منذ زمن بعيد.
إقرأ: كارين رزق الله هل أصبحت نجمة اللبنانيين الأولى؟
اليوم كارين تمثّل نصوصًا يكتبها آخرون، تنجح وتؤدي دورًا لا أدوارًا، هذا حق ومشروع، لأنّها ممثلة بنهاية المطاف، لكنّ نجاحها الساحر كمؤلّفة سيناريوهات من أعلى الطرز، يجعلنا نطالبها بالعودة مجددًا، فتكمل دربًا مُشرقًا سلكته، بتجربةٍ أكثر من ناضجة ومُتقنة وموفّقة، نقلتها نحو أعلى الرتب عن استحقاقٍ.
تجربةٌ فائقة الجودة، لم تكملها كارين بعد 2018، آنذاك كتبت أجمل أعمال الدراما اللبنانيّة تحت عنوان (انتِ مين)، مناقشةً رواسب الحربّ الأهلية اللبنانيّة المُدمرّة التي تغلغلت في تكوينات شخصياتنا، فحوّلتنا لأناسٍ مهزوزين نفسيًا، مهما ادعينا الاتزان.
٣ سنوات تمر، بعد سنوات أربع من إبداعٍ انهمر علينا كمشاهدين عشقنا جملها وحواراتها، لتُسعد قلوبنا..
كارين الكاتبة غائبة.. الممثلة لا..
كارين ليست أي كاتبة، ليست كأي كاتبة..
لا نشعر بغياب سوى المؤثرين، إذًا هي مؤثرة، بل أكثر..
ما نوّد إعلان وهننا الفنيّ المتمثّل بفشل كتابنا إسقاط الدراما على كرة الواقع اللبنانيّ.
لكنّنا رأينا بصيصًا مُشعًا بالآمال عندما بدأتْ كارين تحذو خطًا مُختلفًا بمسيرتها.
مسكتْ قلمها وتمسّكتْ بمبدأ آمنتْ به: (ما نعانيه سأطرحه، وإلا أنا لستُ كاتبة ناجحة، ولن أدخل أبواب منازل الناس يومًا).
لذا أصبحتْ الأولى بنظر اللبنانيين الذين ناصروها فأنجحوها فوق كلّ منافسيها رغم ضخامة إنتاج مسلسلاتهم.
اللبناني يريد من يشبهه، يحبّ من ينطق مصطلحاته، يعشق من يرسم معالم عالمه وسط مرآته.
كارين ليست موجودة الآن، كتابنا جيّدون، لا مجال هنا للسخريّة، الدراما تقدّمت في لبنان.
لكنّها حالة وحتمًا اشتقنا لحالةِ كارين رزق الله الخاصة جدًا.
عودي كارين، قلمكِ حبره لا يستحق الجفاء، كلّنا نشتاقه..
عبدالله بعلبكي – بيروت