يحقق مسلسل الأستاذة كارين رزق الله (إنتي مين) نجاحًا كبيرًا في لبنان، نظرًا لقصته الجميلة والتي تلامس الواقع اللبناني ومعالجته الدرامية الجيدة، والتسلسل المنطقي للأحداث، غير أداء ممثليه الرفيع وتحديدًا كارين والممثل الرائع عمار شلق والممثلة المهضومة أنجو ريحان.
تثبت الكاتبة اللبنانية إنها أفضل من ينقل الواقع اللبناني عبر نصوصه، وأكثر من يناقش القضايا التي تعنينا، والأزمات اليومية التي نمر منها، لذا نعد كارين أستاذة وفنانة حقيقية تقدّم فنًا محترمًا غير كل المستنسخات.
حدث خطأ أمس واليوم بالمسلسل، ولم ينتبه له المخرج إيلي حبيب الذي يقدّم صورةً جميلةً وممتعةً بصريًا، تمثّل بحمل (جهاد) التي تلعب دورها كارين، لهاتف (أيفون أكس أس ماكس) والذي يصنف كواحد من أغلى الهواتف الذكية بالسوق وسعره يتجاوز الألف دولار، ولا نفهم إن كانت قسّطته على دفعات أم جمعت المبلغ وإشترته، لأنها تنتمي إلى الطبقة الفقيرة، وحتّى سعر سيارتها القديمة لا يتجاوز سعره!
الهفوة بالموضوع أن جهاد لا تمتلك هاتفًا من الأساس، وعندما يسألانها أنجو أو عمار عن وسيلة ما للوصول إليها، تبلغهما إنها لا تحمل هاتفًا، فكيف ظهر فجأة إذًا بمشهد حملته به إلى جانب محفظتها؟
الخطأ ليس قاتلًا، لكنه غير مقبول بعملٍ ك(إنتي مين) متكامل بكافة عناصره، ولا نلوم كارين إنما المخرج ومساعده اللذين لم يلحظا الأمر، وربما العديد من المشاهدين لم يلحظوا كذلك لإندماجهم مع قصة المسلسل الرائعة.
عبدالله بعلبكي – بيروت