أطلقت إليسا كليبها (كرهني) بعد انتظار وتأجيل من مخرجته أنجي جمال، التي قالت إنها تريد تقديم أفضل ما لديها حتّى لو إستغرق ذلك وقتًا طويلًا.
أنجي مخرجة جيّدة وسبق وقدّمت أعمالاً جديدةً ولافتةً بكليباتها مع رامي عياش وإليسا أكثر من مرة، وجودةً فائقةً ميّزت صورتها التي أمتعتنا بصريًا، وأفكارًا جريئةً أعجبتنا طرحتها عن حرية المرأة والعنف الذي تتعرض له هذا غير طريقة سردها الرائعة لمرض إليسا في كليب (إلى كل الي بيحبوني).
هذه المرة توقعنا الأفضل منها، لعدّة أسباب:
- الكليب صُور في صربيا، وحظيَ بحملة ترويجية هائلة قبل إطلاقه.
- أجل لعدة أيام بسبب حديثها المستمر عن رغبتها بإصداره بأفضل صورة ممكنة.
- تفاعل جمهور إليسا الكبير، ووعد إليسا لهم أنها ستقدّم واحدًا من أفضل كليباتها على الإطلاق.
إلا أن الكليب الذي نجح بكافة المعايير الإخراجية دون شك، وكلّف كثيرًا، وظهر بجودة جيدة، لم يقدّم مضمونًا جديدًا وأفكارًا مبتكرةً، وهذا ما لم يعجبنا:
- توقعنا أن تضيء أنجي على عدّة مناطق طبيعية وأثرية وشوارع مختلفة من صربيا المعروفة بجمال طبيعتها، إلا أن المشاهد إرتكزت على فندق ومطعم باذخين، وشارع أنيق ولا نعرف لماذا التصوير في صربيا.
- الظهور الأول لإليسا مع حبيبها على السرير بمشهدٍ طويلٍ، تحيطها (الشراشف)، وتوقعنا أن تعطي أنجي فكرة مطوّلة أكثر عن بداية علاقتهما ومراحل تطورها، مثلًا كيف تعرّفا على بعضهما وكيف كانا يلتقيان، لكنها إستبدلت كل ذلك بمشهد واحد.
- التشابه الذي لاحظناه مع عدّة مشاهد من كليب (علاء الدين) لشذى حسون الذي أخرجته أيضًا، مع إختلاف ال(Story Board): شذى وبطل كليب إليسا يتخيلان الحبيب(ة) معهما، إلا أنهما يختفيان فجأة بنفس التأثير البصري، ويمشيان على الرصيف وتكاد سيارة تصطدمهما بنفس الطريقة، ويتعرضان لنفس الصدمة بالمشهد الأخير بعدما يدركان إنهما عاشا أوهامًا لا أكثر.
- غياب الإبتكار الذي إنتظرناه، ولأن الأغنية تناقش عشق المرأة ورغبتها بتعلق الرجل بها وعدم نسيانها رغم تركها له، توقعنا أن نشاهد لقطات تعرض غيرةً مجنونة وغير هادئةٍ لإليسا عندما تراه مع حبيبة أخرى إفتراضية، وأن تلعب أنجي على قدراتها التمثيلية وجرأتها المعروفة بكليباتها السابقة، فتخرج منها شخصيةً مختلفةً أمام الكاميرا، لكنها قدّمت إليسا الفنانة التي نحبّ بصورتها النمطية القديمة.
- الترجمة الإنكليزية التي رافقت كلمات الأغنية بلا سبب مقنع، فالأغنية باللهجة اللبنانية، إلا إن كان الكليب سيُعرض على إحدى القنوات الصربية.
ما أعجبنا بالكليب:
- قدرات إليسا التمثيلية الهائلة، وتعابيرها التي أظهرت من خلالها خوفها من تعلق حبيبها بأخرى.
- عارض الأزياء الأربعيني الذي أدى دور البطولة، وبدا عمره مناسبًا لعمرها، لتبدو قصة حبهما بذلك منطقية.
- النوعية الفائقة لصورة أنجي، والتي أظهرت التفاصيل الصغيرة من (الكادر) بأفضل جودة من حجار الرصيف، وبناء الفندق، وأزياء إليسا الرائعة، وبذلة البطل الرسمية وغيرهم…
عبدالله بعلبكي – بيروت