ردًا على سؤال طرحته الممثلة المصرية ايتن_عامر تضمّن الآتي: (أخبرني بتلك الجملة الشهيرة التي تقولها لنفسك !؟
عندما تكون في أسوأ حالاتك).
ردت الممثلة السورية كندة_علوش بقناعةٍ راسخة: (مابقولش حاجة.. ببدأ أعد النعم الي ربنا أنعم علي بيها من أصغرها لأكبرها.. وبحمد ربنا عليها.. وبحس بالرضا).
تتقن إذًا كندة فن التصالح مع الله ومشيئته، ما يوّلد فنَ التصالح مع الذات، الذي يخلق نواة السعادة للإنسان.
إقرأ: رحيل سمير غانم أحزن كندة علوش الوفيّة – صورة
السعيد من يرضى بأحكام الله، يعي كلّ الرسائل المُوجّهة عبرها، يبحث عن دلالاتها وخلفياتها ومدى تأثيراتها غير المنظورة، بعيدة الأمدّ، لكنّ المباشرة الراجحة على ذاته.
من يثق بالله، لا يرضخ أمام ظروفٍ شاقة تعترض دربه في الحياة.
من يثق بخالقه، يتعلّم، أكبر الآلام تدرّسك أكبر المحاضرات، تقويك، تجعلك منتصرًا ولو بعد حين.
من يلتفت نحو الإيجابيّة ويدحض السلبيّة، ينتصر على مشاكله وهمومه ومآسيه، بل يراها أتفه الإشكاليات بعدما ساهم سابقًا بتضخيم حجمها.
كندة من الشخصيات المؤمنة، والمؤمن أرفع رتبةً من المسلم.
في أمتنا، لا مسلمون ولا مؤمنون، إلا ما نستثنيهم قدر عدد أصابع اليد أو أكثر بقليل.
المسلم يمارس طقوس دينه بعيدًا عن الاستعراض، لا يستثمر مضامين عبادته في السياسة أو مشاريعه المهنيّة.
يلتزم جعبة المبادئ والأخلاق المُستنبطة من الديانة في حياته، لا ينظّر على الإنسان الآخر.
أما المؤمن وفوق كلّ ما ذكرناه أعلاه، يمتاز بعلاقته العامودية مع الخالق، لا تهزّها الاختبارات التي نواجهها، الثقة عنوانها، مفتاحها أنّه يثق مغمض العينيْن بما يختاره الله له، وينظر بوضوحٍ خلف الصورة، يفهم ما كتب له القدر من سنوات مرّت، وينتظر الصفحات المقبلة.
المؤمن لا يرفض قرارَ القدر، المسلم يعترض عندما يضعف أحيانًا ثم يعتذر.
عند المسيحيين، القاعدة مماثلة.
هذا ليس درسًا في الدين، بل في الحياة، يريحك ويخفّف عنك.
فكّر بما تمتلك من نعمٍ وهدايا وجوديّة، وما لا تمتلكه قد يأتيك عندما لا تربط حياتك كلّها بتحقيقه.
اعمل بجهدٍ وضمير، لكنّ ارضَ بكلّ ما سيحدث.
الحلم جميل عندما نفكّر به، الأجمل منه تأمّل الواقع وعدم إضاعته.
كندة كم كانت مذهلة بردها لتجعلني أطيل عليكم المقال، فأسرد كلّ هذا!
عذرًا…
عبدالله بعلبكي – بيروت