أطلقت النجمة السورية رويدا عطية أغنيتها الجديدة (حدا تاني) من كلمات الشاعر علي المولى، ألحان فضل سليمان، توزيع ايليا نستا، إنتاج المولى بروداكشن وإشراف سمير المولى.
الأغنية تطرح قضية عاطفية غير مستهلكة تروي شعور الحبيبة بمشاعر حبّ نحو صديق يثق بها ويحتضنها في ظلّ غياب وإهمال الحبيب، لتخاطبه خوفًا من خيانته وتطالبه بالتغيير وكأنها تحاول إيقاظه لكي لا تقع في إثم العشق الممنوع.
علي اعتدناه شاعرًا جريئًا لا يكتب الهيام باستهلاك، ولا يستنزف عمره حالمًا يتغزل بالحبيبّ ولا يعاتبه لخيانةٍ من ضرب الخيال كغيره من الشعراء، بل ابتكر شعرًا يحاكي الواقع بتفاصيل غير مملة، فينقل كلّ ما يعيشه المستمع عبر كلمات لا تعرف التزلف، واضحة، صادقة، صائبة، قاسية لكنها لا تجرح الأذن.
الملحن فضل سليمان عثر على الرمز الثاني الذي أمن معادلة النجاح، فعرف كيف يختلق الجمل الموسيقية وكيف يصوّب كلمات المولى بسهمٍ حاد يصل إلى القلب، لا يقتله بل يصفعه ليستعيد الثقة ويحيا مجددًا دون أن يغرق في ألم الذكريات.
المرأة مع المولى لا تحتاج للمطالبة بحقوقها، ليست عربية خاضعة بل موسيقية متمردة على محيطٍ لم ينصفها، ومعه من القلائل لكن الأكثر وهجًا، تصبح سيدة قرارها أو صاحبة الصرخة الواثقة لا العارضة أو الجميلة التي تقدّم طقوس العبادة للذكر، أو التي تبكيه على خيانته المبررة بالأعراف الشرقية.
رسالة الشاعر احتاجت لصوتٍ يوظّفها لا يهلكها، فكانت رويدا التي تملك صوتًا كالحديد، جبار عندما يصدح وعندما يريد يذوب في إحساسٍ مدوٍ تحت أضعف درجات الحب.
وحدها النجمة السورية التي تبهرك عندما تؤدي المواويل واللون الجبلي، ولا تخيبك عندما يكون عماد العمل إحساس الصوت لا عضلاته.
رويدا تجعلك مستمعًا عاشقًا لتلك التي تقبل على خيانة غير روتينية في مجتمعٍ يرفض الغرائب، لتبرر لها كلّ أقوالها حتى لو كنت ذكرًا متخلفًا، وتعيدها مرة ومرتيْن في نية باطنية للاستمتاع بأدائها الساحر حتّى لو أنكرت الاعتراف.
عبدالله بعلبكي – بيروت