حاربت الأديان السماوية، العنصرية بشتى أنواعها وأشكالها، ومقتتها، ودعت إلى القضاء على كل الفوارق والطبقات وجعل الناس سواسية مثل أسنان المشط، وأزالت الفوارق التي تقوم على أساس الجنس أو العرق أو اللون.
العنصرية هي التفرقةُ والتمييز في المعاملة بين الناس على أساس الجنس، أو اللون، أو اللغة، أو الدين، أو حتى المستوى الاجتماعي والطبقي.
منذ أيام، هزت قضية مقتل المواطن الأمريكي، جورج فلويد، الرجل الأميركي الأسود الذي ظهر في فيديو يصرخ تحت ركبة شرطي أبيض (أنا اختنق..لا أستطيع أن أتنفس).
الولايات المتحدة والعالم كله انتفض، وتضامن معه العديد من نجوم العالم والوطن العربي، وثارالشعب الأمريكي وإنطلقت إحتجاجات عنيفة في الشوارع تنديدا بالعنصرية.
لكن كلمة عنصرية ليست وليدة اللحظة، مثلا الشريعة الإسلامية، حرمت التمييز بين البشر، سواء كانوا مسلمين او أصحاب ديانات أخرى، قال تعالى: {إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين (71) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (72) فسجد الملائكة كلهم أجمعون (73) إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين (74)}، [سورة ص].
كما شدد محمد عليه الصلاة والسلام، على عدم التفرقة والتنابز بالألقاب، فلا فرق بين أبيض وأسود، ذكر أو أنثى، أو بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، وقال: (لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى).
وقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن}.
كما شددت الديانة المسيحية، على نبذ العنصرية بين البشر، مثلا نجد في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 10: 12(لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ بَيْنَ الْيَهُودِيِّ وَالْيُونَانِيِّ، لأَنَّ رَبًّا وَاحِدًا لِلْجَمِيعِ، غَنِيًّا لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِهِ).
ونادت أيضا بمبدأ (أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله) تحقيقا لسعادة الإنسان واعتبار الناس أخوة متساوين أمام الله في الحياة الأخرى ، وفتحت أبواب الكنائس للعبيد ودافعت عن الفقراء والمستضعفين ضد الأغنياء.