غابت ريما الرحباني عن مواقع التواصل الإجتماعي، حتى عن صفحتها الرسمية التي كانت تتواصل بها مع متابعيها وجمهور والدتها السيدة فيروز الكبير.
آخر تغريدة لها كانت في فبراير – شباط، وبعدها اختفت، حتى أنها لم تهنيء والدتها بذكرى ميلادها التي تصادف في تشرين الثاني – اكتوبر.
اقرأ: ريما الرحباني تحتفل بخالتها الفنانة هدى
ريما ربما تعاقبنا بعدم نشر أي صورة للسيدة فيروز، أو أي فيديو من الاستديو أو تراتيل بصوتها لأننا قصّرنا بحق أسطورتنا.
نعتب قليلًا على ريما لأننا بأمس الحاجة للأسطورة اللبنانية حاليًا، وحده صوتها قد يعطينا أملًا جديدًا، كما فعل صوتها حين جمع اللبنانيين بعز الحرب الأهلية التي بدأت العام 1975 واستمرت لغاية 1991 وبقيت مع اللبنانيين سندًا وعونًا واطلقت اغنياتها بل سلسلة حفلاتها في الخارج وسلسلة أعمال مع ابنها زياد وغنت (لبيروت) في العام 1986 في السنة نفسها التي توفي فيها زوجها العبقري عاصي الرحباني
اقرأ: ريما الرحباني تروي ماذا كان يفعل منصور الرحباني ضد فيروز
بلقاء قديم أجرته عملاقة لبنان العام 1989 في الحرب الأهلية قالت إنها لن تترك لبنان رغم القذائف التي كانت تسقط حولها، وقالت آنذاك: (لن أترك لبنان. لماذا؟ من أجل ماذا أتركه؟)
نريد فيروز لنخبرها عن حالنا؟
لنقول بأننا نخوّن بعضنا البعض؟
فكلنا أصبحنا عملاء برأي المعارضين لرأينا، وهم أصبحوا عملاءً برأينا بسبب مواقفهم السياسية؟
كل القوى العظمى اتفقت على جعل لبنان فقيرًا ومحتاجًا وجهنمًا بعدما كان سويسرا الشرق.
اسرائيل تدمّر القرى وتهجّر الشباب وتقتل الأطفال فنحن بأمس الحاجة لصوتك يا رفيقة أيامنا كلّنا..
اقرأ: ريما الرحباني تروي ماذا كان يفعل منصور الرحباني ضد فيروز
جارة القمر مثلنا تجلس أمام شاشة التلفاز تشاهد ماذا يحدث بصمت وبقهر تحاول رسم لبنانها الذي تعشقه بعيدًا عن الصراعات السياسية والدينية والحروب، وأتخيّل ردّة فعلها بناءً على شخصيتها الهادئة والوقورة والتي لم تنحدر يومًا للغة الهجوم والأهم أنها لم تُطأطيء رأسها يومًا لأي زعيم سياسي أو عربي بل كانت ولا تزال سيّدة نفسها.
لكنّنا الآن نواجه أبالسة الكون، وأخبث الأعداء يا ست فيروز..
سارة العسراوي – بيروت