تابعتُ بالساعات الماضية حلقات عديدة من مواسم فائتة من برنامج (رقص النجوم)، والذي عرضته قناة (أم تي في) لسنوات متتالية.
البرنامج قائم على فكرة اشتراك ممثلين ومغنين وإعلاميين في مسابقةٍ للرقص بكافة أنواعه وتفرعاته، بعيدًا عن برامج الهواة المُستهلكة التي تعتمد موهبة الصوت، تروّج لها أولًا، ثمّ تهملها، فتموت مع الوقت.
جميلة المسابقة التي تحفّز الذات على الرقص، فإبعاد الكآبة والأحزان، وبعث الطاقات الإيجابيّة واستمداد الحياة والتفاؤل.
بتحقيقٍ موسّع هنا تتعرّفون إلى فوائد الرقص جسمانيًّا ونفسيًّا: إقرأ: فوائد الرقص الـ ٢٣!
اللجنة متكاملة من الاختصاصين، عكس برامج الهواة الأخرى التي تعتمد لجانًا تجاريّة، أي تضمّ أسماء شهيرة بهدف جذب المشاهدات.
أربعة من كبار الراقصين والراقصات في لبنان والخارج: ديرين بينيت، ميرا سماحة، مازن كيوان، ربيع نحاس.
أربعة مواسم كذلك، اشترك بها العشرات من لبنان ومصر وتونس، تألق به لبنانيون ولبنانيات، لعلّ أهمهم كما لاحظتُ الممثلة كارول الحاج.
ثمّة مشاركات تميّزن بأداءٍ جيّد، وتطوّرن وحققنّ اللقب، لكنّني عند رقصات كارول، أشعر بمتعةٍ مختلفة.
غير موهبتها الآسرة في التمثيل، امتلكتْ هذه النجمة قدرةً على إخراج شغف عميق من الداخل رافقته تقنيات جميلة، فامتلكت أمهر قدميْن، أما إيماءات اليدين في الرقصات الكلاسيكية فتخطت حد الابهار.
وصلت كارول لنهائي الموسم الثاني، لكنّها تعرّضت لإصابة خطيرة، ما جعلها تنسحب قبل أن يذهب اللقب للممثلة الجميلة دانييلا_رحمة.
قبلها بموسمٍ، تألّقت زميلتها ندى أبو فرحات، بعدها داليدا_خليل، وبالموسم الرابع بديع أبو شقرا.
الممثل إذًا أمهر من الآخرين عندما يرقص.
لماذا؟
- لأنّه كيان مليء بالانفعالات والمشاعر.
- اعتاد لعب العديد من الشخصيات، والرقصة تتطلّب شخصيّة.
- الممثل قوي الحضور، والرقصة الجميلة لا تُبنى دون حضور.
- للممثل كاريزما، والراقص أيضًا.
- الرقصة تحدٍ، والممثل لا يعرف الاستسلام.
- عند التصوير، يتناسى الممثل الكاميرا وعالمه، والراقص كذلك.
دانييلا خاضت مجال التمثيل، فأبدعت واقتنصت إعجابنا كلّنا، أما فاليري أبو شقرا فنجحت في ميدان الرقص، وحاولت في التمثيل، وتطوّرت بمسلسل (لا حكم عليه).
والأهم البرنامج الذي منح كلّ هؤلاء النجوم فرصةً أخرى لإظهار طاقات إضافيّة لم نعرفها، ومنح مفهومًا جميلًا عن الرقص، في مجتمعٍ اعتاد تشويه المفاهيم والحقائق.
عبدالله بعلبكي – بيروت