قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن استمرار ظهور السلالات الجديدة غير المتوقعة لفيروس كورونا ما زال يشكل مفاجأة غير سارة لدى علماء الفيروسات في فرنسا وباقي دول العالم.
وأوضحت الصحيفة أنه في وقت يعاد فيه طرح السؤال حول نهاية جائحة كورنا، لا يزال المتخصصون يسعون إلى اكتشاف الظروف التي لا تزال تؤدي إلى ظهور المتغيرات المستقبلية ودورها في تطور الفيروس.
ويواصل علماء الفيروسات في العالم تشريح آليات تطور الفيروس وإمكانية التوصل لأجوبة علمية شافية، لكن مع ذلك يظل الأمر محيرا حول ظروف ظهور المتغيرات المقلقة، التي لم يتم استبعاد مخاطرها بعد.
ومنذ ظهور فيروس كورونا طرح سؤال ملح على جميع المختصين: هل ينبغي دراسة الجينوم الخاص بالفيروس وطرق انتقاله وتكاثره في جسم الإنسان أم دراسة نظام تطوره من خلال مقارنته بالفيروسات الأخرى وخاصة الإنفلونزا؟
وتجيب الصحيفة بأن العلماء اعتمدوا في البداية على تسلسل الجينومات الفيروسية المتداولة، الذي أصبح ممكنًا بفضل المراقبة الجينومية. وأضافت أنه مع وجود نموذج مرجعي للمقارنة ممثلا في فيروس الإنفلونزا الموسمية، الذي يتطور وفق آلية تعرف باسم “التحول الضدي” عند الأشخاص ذوي الأعمار الصغيرة وغير المحصنين، أمكن العلماء حينها اعتماد التطعيم أداةً وحيدة لتحقيق المناعة الجماعية للناس (مناعة القطيع).
واعتبرت الصحيفة أنه خلال الأشهر الأولى من الوباء، كشفت المراقبة الجينية عن ظاهرة مماثلة وبدأ علماء الفيروسات مراقبة الطفرات المتكررة التي تؤثر في بروتين الفيروس نفسه، مثل السلالة التي تعلن عن تكيف الفيروس مع مناعة الناس.
وخلصت الصحيفة إلى أنه مع تداخل ظاهرة أخرى مع هذه الظاهرة لتغيير تنبؤات العلماء، فإن الظهور المفاجئ لمتغيرات شديدة التحور غير مشتقة من المتغيرات السائدة يظل التحدي الأكبر الذي سيواجه علماء الفيروسات مستقبلا.
وبينما يعمل منتجو اللقاحات على استهداف السلالات الجديد للفيروس، يتطلع العلماء إلى أبعد من ذلك ويبحثون عن لقاح شامل قادر على مهاجمة السلالات المستقبلية لكورونا أو حتى درء جائحة أخرى.
يذكر أن عدد المصابين بالفيروس في العالم بلغ نحو 500 مليون، تعافى منهم نحو 430 مليونًا، وتحتل الولايات المتحدة النسبة الكبرى بأكثر من 81 مليون إصابة، تليها الهند بما يقرب من 45 مليونًا، وقد بلغ عدد الوفيات حتى الآن أكثر من 6 ملايين.