تعتبر لوحة (نساء الجزائر)، من أشهر وأغلى اللوحات التي بيعت في القرن الواحد والعشرين، رسمها الرسام الإسباني، بابلو بيكاسو، بين سنتي 1954و 1955، لنساء جزائريات عشن في القرن التاسع عشر، ألهمته لوحة تحمل نفس العنوان للرسام الفرنسي الشهير، أوجان دولاكروا الذي زار الجزائر سنة 1832.
اللوحة أثارت جدلاً كبيرًا بعد عرضها للبيع في مزاد علني في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2015، حيث طالب بعض ألمتشددين بشرائها وحرقها، لأنها تهين المرأة الجزائرية، لكن عند دراسة اللوحة بصفة عميقة، والعودة لتاريخ رسمها، نرى أن بيكاسو لم يهن أبدا المرأة الجزائرية، بل أراد رد الإعتبار لها، وأهان الاستعمار الفرنسي وكشف دناءته.
لأن الإستعمار الفرنسي، عند دخوله الى الجزائر عام 1830 إستعمل الفن من أجل إغراء المعمرين الأوروبيين للمجيء إلى الجزائر، ودعم حملته الاستعمارية، الرسام الفرنسي الشهير،أوجين دولاكروا الذي رسم لوحة تحمل عنوان (نساء الجزائر في مخدعهن)، إلا أن بيكاسو أعاد رسم لوحة مشابهة لها وأعطى لها اسم (نساء الجزائر) فقط.
كما ان بيكاسو رسم اللوحة مع بداية الثورة الجزائرية عام 1954 وإنتهى من رسمها عام1955، وكأن بيكاسو أراد القول أن هؤلاء النسوة سيتحررن من الصورة التي وضعهن فيها الرسام دولاكروا.
بيكاسو لطالما عشق جمال الجزائر، وطبيعتها الخلابة، وسجل مواقف مشرفة، فمثلا المجاهدة الجزائرية، إيغيل أحريز، عندما تم هربت من سجن (بو)،تم إخفاؤها بمنزل والد بيكاسو، وقالت في حوار لها، أنها تحتفظ إلى الآن بشال أهداه لها (بابلو بيكاسو)، كما أن هذا الأخير، كرم المجاهدة، جميلة بوباشة، إحدى جميلات الجزائر، عندما رسم بورتريه لها.
لوحة (نساء الجزائر)، للرسام الإسباني الشهير بابلو بيكاسو حطمت الرقم القياسي لمزادات الأعمال الفنية لتصبح الأغلى من نوعها على الإطلاق.
وبيعت بـ 179.4 مليون دولار في مزاد نظمته صالة مزادات كريستيز عام 2015في مدينة نيويورك.