“الصبحية معكن حلوة، بجناين ورد مطوّق، الليّ بيشرب معكن قهوة، كأنّو كنافة اتروق”..
اشتقنا لفنٍ نقيّ بسيط، غير مبالغ في أركانه، غير استعراضيّ، وغير إباحي، يشبهنا ونشبهه.
كصباح معشوقتنا التي غنّت “عالبساطة”، وفيروز أيقونتنا التي قدّمت “عهدير البوسطة” ونقمت عينيْ عليا، ووديع الكبير الذي أطربنا بـ “عندك بحرية”..
ليليان_نمري، ليست استثناء بين مَن بقي مِن كبارنا، تغنيّ الآن بعفويتها المعتادة دون تكلّفٍ لا في الأداء، ولا في الصورة، ولا في الإنتاج والإخراج.
دون أنّ تدعي أنّها صاحبة الحنجرة الأجمل، ولا نيتها احترافها المجال الغنائي، رغم أدائها الجيّد والملحوظ هنا.
الكلمات بأغنية “الصبحية” سلسة، تشبه أيامنا الجميلة في وطننا الجميل، ورغم كلّ الأزمات والمؤامرات، يظلّ لبنان جميلًا بعمالقته وكباره ومواهبه العظيمة.
العمل الذي تشاهدونه أدناه، تمرّ لقطاته عند كلّ ذاكرة صباحيّة، بين أفراد العائلة والجيران والأصدقاء والأحبة.
المشهد واحد، بين اللبنانيين ثمّة رابط روحيّ أزلي لا تنهيه أكبر الأزمات.
في أغنية ليليان، حبّ جارف للحياة ورغبة عميقة في المكافحة للحفاظ على ذكريات عمرٍ، ولصناعة أخرى في مستقبلٍ، لا يزال مجهولًا، لكنه لا يفقدنا كامل الاطمئنان، فإمكانات كبارنا مُتاهة لإبداعٍ لا يُفنى، ولمواجهة بشاعة مخططاتهم برسم أجمل الواجهات.
ليليان قدّمت لوحة للبنان، كرسام يختصر الكون في رسمةٍ، ينجذب نحوها مَن فهم علوم الرسم ومَن أجهلها.
“الصبحية” أغنيّة لكلّ المستمعين، لكلّ الفئات ولجميع الشخصيات بغالبِ الأذواق، لمَن حمل الهوية اللبنانيّة، ولمَن سحرته حضارة هذا الوطن وطاقاته الفكريّة والفنيّة عبر التاريخ.
ولهذا المقطع الغنائي الجميل جنود: الممثل والكاتب اللبنانيّ شربل كميل شعيا الذي كتبَ الكلمات، أما الألحان والتسجيل والتوزيع فتعود إلى جوزيف عادل كرم، والإخراج لباسم جابر، والإنتاج لـ: Loveleaderpro، أما دومينيك ابو حنا، فكان المنتج المنفذ.
عبدالله بعلبكي – بيروت