طالبنا ولا نزال بمسلسلات تحاكي واقعنا اللبناني، أو العربي بشكل عام، بعيداً عن الفانتازيا وعلاقات الحب الخيالية والجرائم ومشاهد غير موجودة على الإطلاق.
في رمضان 2019 جاء مسلسل (بروفا) بطولة ماغي بو غصن، أحمد فهمي، ووسام صباغ وغيرهم، تأليف يم مشهدي وإخراج رشا شربتجي وإنتاج إيغل فيلم، ليكون على مستوى توقعاتنا.
البطولة ليست لماغي وحسب، بل لكل الشبان والشابات الذين يلعبون أدوراهم بشكل جيّد وينقلون حالة الشباب العربي، ولم تفرض ماغي البطولة المطلقة لنفسها ولم تتكبر ولم تتأفف، بل أرادت مشروعها هذا العام أن يكون موجهاً للمراهقين الذين يعيشون ضياعاً تاماً في هذا العمر، وينجرون خلف تعاطي المخدرات منحرفين صوب كل ما هو غير أخلاقي، وفي نفس الوقت جاء مسلسل (بروفا) رسالة توعية للأهالي حول كيف يجب التعاطي مع أولادهم في سن المراهقة أي أصعب مرحلة في حياتهم كي لا يقعوا في فخ السلبيات.
مسلسل (بروفا) فرجة، لأنه حاجة نفسية لبنانية وعربية، هذا لأننا شعوب اللطم والنحيب، ونحتاج لا لشيء، إلا لمن ينسينا الذل والجوع والتشرد والخوف.
ماغي أتخيلها قبالة عادل إمام ولا أحد أقل منه، ولا أكون قليلة الفهم إن قلت أنها بحجم كبار الكوميديين في العالم، وأنها تتحكم بأدواتها، ما يعينها على عدم الإنزلاق إلى التهريج، في أدوار لا يمكن أن ينفذها ممثل عربي إلا ويتدحرج إلى التهريج لقلة موهبته، ولن أعطي أمثلة لأنها لا تفيد أصحابها الذين يعتبرون أنفسهم فوق الرأي.
لأول مرة أشاهد عملاً لبنانياً يقوم فيه المخرج بأحد أدواره أو واجباته الرئيسية أي (إدارة الممثل) هل تستمر رشا الشربتجي على ذات المنوال.. هذا ما أتمناه.
ماغي بو غصن إضافة مهمة للدراما اللبنانية، واخترقت نجمات الصف الأول بشطارتها وحبها لمهتنها وعشقها للتمثيل.
الكوميديا اللبنانية ماتت وماغي بوغصن بين جينفر أنستون وساندرا بولوك
سارة العسراوي – بيروت