يتداول زوج اليورو دولار بسلبية واضحة حول مستوى 1.0561 بالقرب من مستوى الدعم الرئيسي عند 1.0550 خلال الساعات الماضية من تعاملات اليوم الأربعاء. حتى بعد صدور القراءة النهائية لمؤشر أسعار المستهلك الموحد لمنطقة اليورو لشهر سبتمبر، والذي جاء متوافقاً مع التوقعات، وقد يكون أدنى مستوى أسبوعي عند 1.0508 و1.0500 هو الدعم الرئيسي التالي للزوج.
وأعتقد أن البنك المركزي الأوروبي لا يزال مدركًا لارتفاع معدلات التضخم وآثاره السلبية على اقتصاد منطقة اليورو. فمن شأن توقعات تثبيت أسعار الفائدة مرتفعة أن يخفض معدل التضخم الأساسي السنوي من 5.3% إلى 4.5% في سبتمبر، وفقًا للأرقام الأولية الصادرة اليوم.
وفيما يخص تعليقات البنك المركزي الأوروبي بشأن التضخم والسياسة النقدية المستقبلية فهي ليست واضحة تزامناً مع ترقب الأسواق لرئيس البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد والتي ستتحدث في وقت لاحق اليوم، وتعتبر الإشارة إلى أرقام التضخم والسياسة النقدية المستقبلية التي ستصرح عنها المحرك الرئيسي لتداولات اليورو دولار على المدى القريب.
وبعيدًا عن التقويم الاقتصادي من رأيي أنه يجب على المستثمرين مراقبة تحديثات الأخبار الجيوسياسية من الشرق الأوسط على مدار اليوم، حيث ستكون زيارة جو بايدن نقطة تحول محورية لمسار الأحداث وبالتالي حركة مؤشر الدولار.
كما سيتم التركيز على قطاع الإسكان الأمريكي اليوم فقد يؤدي تراجع أرقام قطاع الإسكان إلى إثارة المخاوف بشأن بيئة الاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة، حيث يشكل قطاع الإسكان اختباراً حقيقياً للاقتصاد الأمريكي، ومن شأن تدهور ظروف سوق الإسكان أن يؤثر على ثقة المستهلك والإنفاق الاستهلاكي وبالتالي تدهور الاقتصاد.
وفي حين يساهم قطاع الإسكان في الولايات المتحدة بأقل من 20% في اقتصاد الولايات المتحدة، فإن الاستهلاك الخاص في الولايات المتحدة يساهم بأكثر من 65% في اقتصاد الولايات المتحدة. ومن شأن الركود في سوق الإسكان أن يؤثر بشكل غير مباشر على الركود في الاقتصاد الأمريكي مما سيؤثر في تحركات مؤشر الدولار بشكل سلبي.
كما إن خطابات أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ستكون مهمة للغاية فمن المقرر أن يتحدث أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة جون ويليامز وكريستوفر والر وميشيل بومان وباتريك هاركر. وأتوقع أن هذا سوف يؤثر على رد الفعل في الأسواق وطريقة تسعيرها لأرقام مبيعات التجزئة الأمريكية والآراء بشأن رفع أسعار الفائدة مما قد يرفع شهية شراء الدولار الأمريكي.
ومن رأيي يحتاج الصراع في الشرق الأوسط وزيارة جو بايدن للمراقبة عن كثب حيث ستعكس أسعار النفط الخام وجهات نظر السوق بشأن زيارة بايدن وأي تهديد بالتصعيد يشمل دول الشرق الأوسط الأخرى، مما سيؤثر بشكل غير مباشر على حركة أسواق المال العالمية.
في النهاية، على الرغم من المكاسب الأخيرة لا يزال زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي معرضًا لخطر الانعكاس. فلا تزال بيئة الاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة قوية، مما يدعم توقعات سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تشددًا، وستؤثر تحديثات الأخبار من الشرق الأوسط أيضًا على الاتجاهات في الأسواق على المدى القريب. وقد يكون لخطابات أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة وحديث رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي باول أثر كبير في حركة الأسعار.