المسلسل اللبناني “عشرين عشرين” نجح قبل عرض الحلقة الأولى، لشدة ذكاء شركة الإنتاج صادق_الصباح التي تقدم عملًا جديدًا على المشاهد اللبناني تحديدًا، والمشرقي عمومًا، بمعنى أنها وظفت نجومًا من طراز محترم، بأدوارٍ ثانوية، وهذا لا يحدث إطلاقاً في غالبية أعمال الدراما التلفزيونية العربية..
على سبيل المثال، شارك رامي_عياش نجم درجة أولى في عمل ليس من بطولته، تحت تسمية ضيف شرف.
وكذلك توظيف الشركة المنتجة لفنانة صبية ماريتا_الحلاني والتي يتابعها حوالي ٤ ملايين من شباب العشرينات في دور ثانوي، ما يعني استقطاب الشباب لحضور العمل ومشاهدة بطلته التي يتابعها.
هذا بالإضافة إلى توظيف أسماء ممثلين قديرين من لبنان وكلهم من ذوي الأجور العالية، ومخرج ماهر (فيليب أسمر) الذي تفوق على مدار سنوات وسجل ضربات بطل في مرمى أهم مخرجي الدراما التلفزيونية.
وكذلك وظفت شركة الإنتاج تقنيين من طراز رفيع، ووفرت كل المناخات المكلفة جدًا لتقديم عمل راقي. شاهدنا ذلك في الحلقة الأولى حيث لا بخل في الإنتاج كما المعتاد، ونفهم ذلك من كثرة الكادرات ومواقع التصوير والحنكة والدقة في المونتاج والإضاءة ما جعل الحلقة الأولى تشبه فيلمًا سينمائيًا بشكلها لشدة الإبهار المشهدي فيها، ومن كل الجوانب.
لكن للأسف كل ذلك لم يعفِ بداية العمل من قلة الذكاء في المضمون.
لم نفهم سوى أن رامي ونادين الظابطين الشقيقين يواجهان مافيا يقودها جنيد زين الدين وقصي الخولي، وهذا يمكن تقديمة في خبر صحافي وليس في استهلالية عمل ضخم!
الحلقة الأولى من كل عمل مهمتها التشويق عن طريق طرح علامة استفهام أو ما شابه بينما ما قدمه ٢٠٢٠ كان عبارة عن طرح للعناصر الأولى للحكاية وجاءت الطروحات مفككة مشرذمة تدل على عجز الكاتبين.
مثلاً نادين_نجيم صرخت في مشهد ما يشي بأنهم قتلوا عزيزًا عليها ثم نشعر بضياع إذ يختفي التسلسل الدرامي نهائيًا لنراها تحمل السلاح تتدرب على الرماية في مناخ نفسي مختلف تمامًا، عن المشهد المأساوي! ثم فجأة نراها في مكتبها ضابطًا يحقق براحة بعيدًا عن مشهد الصراخ!
رامي شقيقها ضابط يلاحق مافيا يقودها قصي_خولي وكارمن لبس وجنيد زين الدين، ثم أم قصي وجنيد تأتي من الحج ثم ماريتا_الحلاني تحت الأرض لا نفهم شيئًا سوى أنها عاملة بين العاملات تحت وصاية كارمن_لبس وكل ذلك يعد تقديمًا للشخصيات ولمهامها لكن دون حدوثة.
عرض الأبطال وأدوارهم يكفي في خبر كما عرض الأسماء من مهمة الجينيريك.
المشكلة إذًا في نص الحلقة الأولى، وفي إطاعة المخرج للنص ما يبين عجز الكاتبين السوري بلال شحادات واللبنانية نادين جابر، عن صناعة مدخل ذكي لملسلسل ضخم. ويتحمل المسؤولية كثيرًا المخرج الذي كان عليه أن يتدخل لطفًا مع الكاتبين لتعديل مجريات أحداث الحلقة الأولى والتي لها وظيفة واضحة لا تُخفى على أي من عمال الدراما التلفزيونية.