في 31 يناير – كانون الثاني، مرّ عيد ميلاد الممثل السوري القدير دريد لحام (83 عاماً) الذي قدّم عمره للدراما السورية تلفزيون سينما ومسرح.
دريد لحام الأيقونة السورية الباقية لم يتذكره أحدٌ ولم يهنئه أحدٌ.
البعض من الجمهور العادي عاتب بتهذيب، ومنهم من المتيمين بدريد لحام، شتموا نجوم سوريا ومنهم من سبّ واتهموهم بالخونة!
وكل ما يحدث في زوايا الصفحات، من حملات، إنما رد فعل عربي بامتياز، لشدة ما يتسم بالعاطفة، وقلة العقل، أو لشدة ما يتسم بالنظر بعين واحدة.
نجوم سوريا يعشقون أيضاً دريد لحام، لكن كل منهم همهُ أكبر منه. نجوم سوريا لا يعيشون حالة ترفٍ كي يتذكروا الأعياد والمناسبات، وبالكاد يملكون الوقت ليطمئنوا على هذا عاش، وذاك عاد، وتلك اطمأنت على ابنها الضائع في بلاد الله الواسعة، وهؤلاء النازحين نجوا من الصقيع.
شعبٌ عاش أكبر مجازر، فتحولت ذاكرته إلى ممحاة، رغبة بالفرار إلى أي منطقة أمان.
كل سوري يعرف أن دريد لحام فارس من النبلاء ناضل كل حياته في سبيل الإصلاح الإجتماعي والسياسي مع الكبير الراحل محمد الماغوط وكانت المرحلة الذهبية من حياته. وكل سوريا تعرف أن دريد لحام رفض التنازل عن قوميته العربية، التي خانته وما خانها. فلا يخونه أبناء سوريا لا من النجوم ولا الاقمار ولا الكواكب.. فقط غابت عنهم المناسبة لأن ذاكرتهم يحتلها الوجع..
كلهم غابت المناسبة عن بالهم.. وربما لم يعتد السوري على التهنئة في مناسبات مماثلة.
اقرأ: دريد لحام: إلتقيتُ السيد نصرالله فأدهشني بفقره!