قال الممثل السوري نزار أبو حجر الذي أشتُهر بدور (أبو غالب) بمسلسل (باب_الحارة) إن أولاده وزوجته يخجلون به كونه يعمل في مجال التمثيل.
بفوقيّةٍ مُقيتة حكى بآخر لقاءاته: (زوجتي تعمل كطبيبة وأولادي يعملون في مجال الطب والهندسة ويغلقون شاشة التلفاز حينما يروني في أحد الأعمال الدرامية خجلًا مني وتحديدًا ابنتي الطبيبة).
تابع يحقّر مهنة التمثيل فيفرّغها من مضمونها، وكأنّها لا تحتوي أي رسالة اجتماعيّة أو إنسانيّة مُفيدة، كأي مهنة أخرى: (ابنتي لا تفتخر بي، برافو عليها، أنا معها بالمطلق، أولادي أطباء ومهندسين الخمسة، ليسوا قريبين من الوسط أبدًا بل يستسخفونه).
أضاف: (الوسط ظاهره رسالة فنية لكنّ باطنه مختلف، وإلا لماذا لم يستمر؟).
لمْ يستمر؟
وكأنّ الممثلين في سوريا والعالم العربي يجلسون الآن في منازلهم، لا يعملون ولا يصوّرون المسلسلات.. كيف لمْ يستمر الوسط يا نزار؟
ثمّ من سمح لكَ بالتحدّث بهذه النبرة الفوقيّة، متعديًا على زملاء، قدّموا الكثير من العطاءات بهذه المهنة عكسكَ؟
ومن منحكَ الحق لتروّج لهذه النظرة الدونيّة للممثل؟ وكيف يا أب العباقرة، لا تقبل أنّ تقارنه بالطبيب والمهندس، أي بأبنائك (العلماء المخترعين الذين جعلونا (ما شاء الله) أول الأمم في الكون)؟!
الممثل يحمل رسالةً إصلاحيّة ويساهم بإيصال قضايا محوريّة، كما صرخات الناس الموجوعين من داخل مجتمعه، كما يمثّل وطنه في أكبر المحافل ويرفعه وعندما ينجح، نشعره وكأنّه علمه الذي يرفرف في السماء!
أو أنّ نزار يظنّ الآخرين من القامات والممثلين العظماء، لم يقدّموا شيئًا في المهنة مثله، هو الذي لا يذكره السوريون سوى بأدواره الهامشيّة التي لم تطرح جديدًا أو تترك تأثيرًا؟
أبناء الممثلين في كلّ أوطاننا يفخرون بآبائهم وأمهاتهم، شرط طبعًا أنّ يكونوا من فئة الناجحين المتألقين، لا من فئة نزار!
وهنا نستعجب صمت نقابة المهن التمثيلية في سوريا التي لم تستنكر بعد كلامه المهين، فتدافع عن كرامة الممثل السوري المُنتهكة من ابن داره!!
عبدالله بعلبكي – بيروت