بأسلوبٍ مُهين لم يعتمده كبارنا لحظةً، بطرح آرائهم حيّال أي قضيّة مهما كانت تفرّعاتها وخلفياتها، كتبتْ الممثلة اللبنانية عايدة صبرا تشنّ هجومًا يفتقد المعايير الأخلاقيّة على زميلتها والكاتبة اللبنانية كارين_رزق_الله، واصفةً إياها بالـ(هبلة)، أي بناقصة العقل.
بالتفاصيل، نشر أحد رواد (السوشيال ميديا) فيديو قصيرًا سُحبَ من مسلسل كارين الشهير (ومشيت)، الذي طرح قضايا يُعنى بها أفراد مؤسسة الجيش_اللبناني.
الفيديو يتضمّن مشهدًا فكاهيًا لكارين: يبلغها عاملٌ عندها عن وصول أحدهم ويُدعى (سيدريك)، لكن لفظه للكلمة جعلها تبدو سمعيًا قريبةً من (صِدرك).
هذا الاقتصاص نجده أسلوبًا مُعتمدًا من كثيرين، بغاية نشر الفكاهة أو كسب التفاعلات، ولا نجرّمه، لكنّه يساهم بتهميش الصورة الكليّة للمسلسل الذي يضمّ آلاف المشاهد الأخرى القيّمة.
(ومشيت) من فئة الأعمال السوداء أي التي تطرح قصصًّا مُوجعة تحزن القلوب، ومن ذكاء كاتبتها أن تمرّر مشهدًا كوميديًا يُلطّف الأجواء، يتنفّس عبره المُشاهد الصعداء بين مشهديْن كئيبيْن أو أكثر.
عايدة علّقت بقسوةٍ: (إذا الكاتب أهبل المخرج دوروه يرقّيه درجة).
هذا إعتداء سافر منها على كارين التي عادتْ وعملت معها بمسلسل (انتِ مين)، الذي عُرض بعد سنة من (ومشيت)!
وهنا نسأل عايدة:
لمَ قبلتِ نصّ (انتِ مين)، ولعبتِ بواسطة سطوره، واحدةً من أفضل الشخصيات التي كُتبت على الإطلاق بالدراما اللبنانيّة، ما جعلني شخصيًا أصفّق لكِ كصحافي وأكتبُ عنك أجمل المقالات.
إقرأ: أبطال (انتي مين) والحرب الأهلية ونصّ كارين رزق الله الأجمل!
لمَ أثنيتِ على نصّ من وصفتها بالـ(هبلة) مطوّلًا وضمن أكثر من لقاءٍ؟
كيف تعملين مع كاتبٍ(ةٍ) لا تجدينه(ا) مؤهلًا لكتابة النصّوص الدرامية؟
أو أنّ رأيك قابلًا للتبدّل حسب مصالحكِ وعلاقتكِ أو بعامل بقائكِ أو غيابكِ (تغييبكِ) عن الشاشة الصغيرة؟
وإن كانتْ لديك من الأسباب ما يخوّلك مهاجمة كارين، ربما يتعلّق بخلافٍ شخصي وقع بينكما أو ما شابه، فكيف ترضين التدنّي بالألفاظ التي تطلقينها أمام كلّ قاصٍ ودانٍ عبر (السوشيال ميديا)؟
أهذا الرقي الذي تدعين إليه وأسهبتِ الحديث عنه؟
لمَ لا نرتقي أولًا قبل أن ننصح الآخرين بما لا تحمله صفاتنا وسلوكياتنا؟
كارين لم تصمتْ وعقّبتْ: (هيدي انت ذاتك يللي كنتي تقعدي معي؟ انتي ذاتك يللي كنتي تفتشي عالكلمات لما تحكيني؟ هيدي انتي ذاتك؟؟؟؟ اففففف ما بصدق! انا بقول حدا اخد سللوليرك وكتب عنك! غير هيك بتكوني اهم ممثلة بالعالم).
تابعتْ: (في ناس بتحكي بالرقي وبتنصح فيه وهي مش قادرة تكتب نقد بلا مسبة!!! يا ريت كل انسان يبلش بحالو قبل ما يجيب سيرة الناس).
العمل عندما يجمع فرديْن ينجحان سويًا، يفرضُ عليهما الوفاءَ له قبل نفسيْهما، وهذا أسمى أنواع الرقي يا عايدة!
عبدالله بعلبكي – بيروت