لم أحب يومًا المواد المسخرات التي عرضها راغد قيس عبر بروفايله (شرطة المشاهير)، لما تضمنته من اعتداءات على المشاهير وتسلق على ظهور النجمات والنجوم والاعتداء على حرمات الغير بشكل غير قانوني، وإستغلال أسمائهم للفت النظر ولكسب شهرة زائفة، وتعدٍ على سمعة ومسيرة أساتذة كبار، كان بحاجة ملايين السنين الضوئية كي يحقق ربع ما حققوه، إلا أن كلّ هذا لا يمنعنا جميعًا من تناسي إنتقاداتنا له والتنحي أمام خبر موته المؤسف.
راغد، هناك العديد من المراهقين الذين إتبعوا اسلوبه المراهق، وأنشأوا بوفايلات وضيعة تظهرهم كاللقطاء الذين لا تعرف أصولهم ولا نوع البيئة التي كبروا بأحضانها، ليهاجموا الكبار ويتعدوا حدودهم متجاوزين كلّ المعايير الأخلاقية، ولا علاقة لهم بالنقد الفني، ولا هم تخصصوا ولا تثقفوا ولا أخلاق عندهم، وهم للجهل أفضل نماذج.
نعم وفاته تجعلنا نلتزم الصمت، لنكتفي بتعليقاتنا لأنفسنا، لإيماننا أن كل شيء زائل في الحياة، وأمام الموت لا يظهر سوى معدن الإنسان، لتعلوَ إنسانيته أو تتدنى!
- راغد هاجم دومًا الممثلة السورية سوزان نجم الدين وشكك بأحقيتها بنيل كل التكريمات عن مسيرتها الفنية، هو الذي لا يعرف الفرق بين القصة والمعالجة الدرامية والحوار والتراجيديا والكوميديا وادراما المودرن والميلودراما، إنتقدها عن جهل، ووصل تجريحه الشخصي بها إلى السخرية من إسمها، ليغيره إلى (صوزي) محتقراً لهجة السوريين، وكان شكك بصحة وعكتها الصحية التي أصابتها أثناء تصوير مسلسلها (إبن أصول) منذ أيام، وقال إنها افتعلتها كي تصبح حديث الناس، وشاءت الصدف أن تكون صورتها الصورة الأخيرة التي نشرها قبل موته. ما توقعنا أن تدخل سوزان بنفسها إلى صفحته، رغم عدم تعافيها بالكامل من أزمتها الصحية بعد، وتعلّق: (شكرًا، الله يغفرلك ويرحمك ويسامحك)، فظهرت كبيرة النفس والأخلاق.
- الشيء نفسه حدث مع شذى حسون التي هاجمها بإسفافٍ رغم جمال موهبتها وصوتها، وبالوقت عينه أثنى على نجمات لا تمتلكن ربع قدراتها الصوتية، وقال عنها إنها لا تمتلك قاعدةً جماهيريةً وكأنه كان رئيسًا لشركة إحصائيات عالمية، وشريكًا لمديري شركات مواقع التواصل الإجتماعي، وشوّه صورها ونشر الأكاذيب عنها.. شذى ردت بتسامحٍ وبقلبٍ كبيرٍ: (شقولك، الله يرحمك ويسامحك)، ونشرت صورته على صفحتها، ليظهر معدنها الأصيل.
- أما الدنيئات في أخلاقهنّ وتربيتهنّ وإنسانيتهنّ، شمتنّ برحيله وكأنهنّ لن يرحلنّ يومًا ولن يشمت العالم بهنّ بنفس الطريقة، كمذيعة تصدمنا بوقاحتها كلّ ما جلست تنظّر بغرور لا ثقة، فما الفارق عنهم أيتها المدعية، أنتِ اشتُهرت أيضًا عبر سياسات مشبوهة منها التسلق على ظهور الآخرين وشتم أعراضهم والنيل من كراماتهم، أو أنك تعتقدين أن حواراتكِ الراقية وأسلوبكِ المهذب وصيتكِ الجميل من أوصلوكِ؟ (أوعا تصدقي!).
راغد لم يحقّر بالمذيعة كما فعل مع سوزان وشذى، لكنها من حقّرت بنفسها وسمعتها وإسمها عندما دعت لله أن ينتقم من روح شابٍ مات ولن يعود ليزعجها مرة أخرى، لتتجاهل حرمة الموت وحزن عائلته وتعاطف الوسط الإعلامي والفني معه.
المذيعة مؤمنة بالله كما تدعي، وتعي أنه يرد الصاع صاعين وينتقم من كلّ مترفع ومغتر وفاقد لإنسانيته، وكلّ ما قالته بحقدٍ عن راغد بغيابه، ربما يقوله أحدٌ عنها بيومٍ لن يكون لها لا حول ولا قوة للرد!
عبدالله بعلبكي – بيروت