نشرت نائبة رئيس التيار الوطني الحر (جبران باسيل) للشؤون السياسية، مي خريش، صورةً لكتابٍ تحت عنوان (الأيام الأخيرة في حياة محمد) للكاتبة التونسية هالة الوردي باللغة الفرنسية.
كتبت: (بعيداً عن السياسة والكورونا.. سأتشارك معكم كل يوم كتابًا.. وأتمنى منكم أن تشاركوني كتابكم.. خلينا نحول الحجر المنزلي إلى قيمة مضافة لبعضنا.. حملة كل يوم كتاب).
تغريدتها استفزت الكثيرين من المسلمين الذين يصفون الكتاب مهينًا لمعتقداتهم وقصة النبي محمد، وتروي كاتبته الأيام الأخيرة له قبل وفاته، وتزعم إن صحابته كانوا يعشقون السلطة ويتصارعون عليها وطرحت إمكانهم قتله للاستيلاء على الحكم، وتساءلت لمَاذا لم يحضروا جنازته.
مي لربما لم تقرأ الكتاب جيدًا وتدرك احتواءه عمّا يشوه رمزًا إسلاميًا كبيرًا يتمثّل بالنبي محمد، لكن لا يمكن لمسيحية أن تكون حريصة على تثقيف متابعيها بروايات عن الرسول.. ثم لماذا هذا الكتاب بالتحديد؟
إذًا قصدت استفزاز المسلمين؟ لأن الكثيرين من التيار الذي تنتمي له تحدثوا وتصرفوا أكثر من مرة بمنطلق طائفي مقيت، فمن ينسى كيف أوقف جبران باسيل توظيف المسلمين في مجلس الخدمة المدنية، وكيف تساءل نائبهم ماريو عون عن سبب وجود الحرائق عندما اندلعت بالشهر العاشر من السنة الفائتة، فقط في المناطق المسيحية؟!
النائبة بولا يعقوبيان ردت عليها: (بعيدًا عن السياسة حتى في نصح القراة اختارت خريش كتابًا مهينًا للمسلمين! اي جدوى من التحفيز على القراة في بلد التعدد عبر كتاب استفزازي غير أنكم تيار يقتات على التفرقة وتعميق الهوة بين شعب يعيش نكبة واحدة).
تابعت تهاجم التيار الوطني الحر: (تيار يمعن في شحن جمهوره بالكراهية ضد الآخر، أهكذا تحفظ الأوطان؟ لبنان).
نأسف على شخصية مثل مي تدعي الثقافة والانفتاح والمواطنة، فتُغرق نفسها بلغة طائفية مقرفة، وإن أحسنا الظنّ بها وقلنا إنها لم تقرأ الكتاب، فهذا يضاعف ذنبها ولا يبرئها، فكيف تنصح الآلاف بقراءة كتاب لم تطلّع عليه، ولم تدرك كمية الرسائل السيئة التي يوجهّها، واحتمالية تأثيره بشكل سلبي على لا وعي القارئ؟
كيف لتيار يرأس السلطة إدعاء تأييد مطالب الثوار بإسقاط النظام الطائفي، أن يوثّق كل مرة تمسكه بالطائفية ورفضه العبور إلى دولة مدنية تضم الجميع؟ كيف يصر حكام لبنان على الكذب واعتماد نفس منهجية الحكم الذي قرف منه كل اللبنانيين؟
مي لم تخطئ إلا بحق نفسها، وقبل المسلمين رفع المسيحيون صوتهم ضدها وطالبوها بضرورة الاعتذار كما فعلت عندما أهانت مي شدياق وعايرتها بفقدانها نصف جسدها بعدما تعرضت لمحاولة اغتيال بشعة.
كم من مرة اعتذرت وتيارها عن أخطاء لم تعد تُحتمل، وكم مرة طالبوا بفرصٍ خسروها قبل أن يبدأوا بها..
عبدالله بعلبكي – بيروت