ما أنبل نجمة الجماهير الممثلة المصرية القديرة نادية_الجندي التي لطالما دعمتْ لبنان بكلّ أزماته منذ ما قبل الحرب الأهلية التي اندلعت عام ١٩٧٥ حتّى يومنا هذا.
نادية أعلنت أمس اعتذارها عن حضور مهرجان (الموريكس دور).
إقرأ: نادية الجندي الوفية للبنان وشعبه ومن مثلها؟
المهرجان الذي كان من المفترض أن يُنظّم في بيروت، رغم المآسي التي نعانيها وتقطّعنا من الداخل، وتدمّرنا نفسيًّا واجتماعيًا واقتصاديًا ومعيشيًا.
بعد تفجير عكار المروّع الذي أسقط عشرات القتلى والجرحى، ما فهم اللبنانيّون كيف ينظّمون مهرجان باذخ كهذا، وأكثر من ٧٥٪ من الشعب اللبناني بات تحت خط الفقر حسب أرقام أصدرتها منظّمات عالميّة عديدة!
لكنّ الغضب الشعبي العارم أجبر إدارة المهرجان على تأجيله كما أعلنوا ببيانٍ أُصدر عنهم.
نادية كانت ستُكرّم عن مجمل أعمالها القيّمة التي أثرت المكتبة الدراميّة العربيّة.
لكنّها وسط كلّ الآلام التي يتخبط بها اللبنانيّون، أبت أن يُحتفل بها، على جثثهم، كيف تفعلها أصلًا وهي لطالما وصفتهم بشعبها الثانيّ!
نادية قالت للجرس بتصريح خاص إنّها قبلت أولًا التكريم نظرًا لرغبتها أنّ تحيي الآمال ولو قليلًا بنفوس اللبنانيين وسط معاناتهم المريرة، مستعيرة شعار الموريكس دور (الأمل رغم الألم).
تابعت: (لطالما عشقت لبنان الذي أعدّه وطني الثاني، ورأيته بكلّ حالاته قويًا وضعيفًا، أيام الحرب الدموية وأيام الازدهار، لذا أعي أن شعبه سينتصر على كل الظروف).
عن التكريم عقّبت بمعلومات حصريّة للجرس: (وددت السفر إلى بيروت لحضور الحفل قبل مجزرة عكار المؤلمة، وبعدها اعتذرت فورًا عن الحضور، لأنّ من غير المناسب تنظيمه برأيي واللبنانيون يبكون على الحادث الأليم).
أضافت: (بعدها علمت أن إدارة المهرجان قرّرت تأجيل الحفل، ما رأيته مناسبًا للغاية بظلّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان).
أسعدتنا نادية عندما وصفت لبنان مطولًا بحبّ كبير وحكت تعدنا: (سأزور لبنان قريبًا لنحتفل سويًا بانتصاره وعودته كما كان).
نجمة الجماهير كانت استعدت لإلقاء كلمة مطوّلة تبدي خلالها تأييدها للشعب اللبنانيّ ودعمها له وثقتها بقدرته على اجتياز كلّ صعابه.
ما مرّرنا من أزمةٍ، إلا ووجدنا نجمة الجماهير جانبنا، تدعمنا وتكتب بحبٍّ عن وطننا أكثر الكلمات صدقًا.
إقرأ: نادية الجندي بأدّق صورة لها من شبابها!
أما ما كتبته عن اعتذارها حضور الحفل فليس استثناءً: (أتقدم بخالص التعازي للشعب اللبناني، وشهداء حادث أنفجار عكار، الله يرحم الشهداء ويحفظ لبنان وشعبها، كل الشكر والتقدير علي القرار الحكيم الذي أتخذه المقيمين علي تأجيل حفل أفتتاح الموريكس دور، وأرجاء الحفل في موعد آخر لاحقاً بسبب الظروف التي تمر بها البلاد).
تابعت: (رغم أنني كنت سعيدة جداً بتكريمي الكبير في بيروت
وحضورى هذا المهرجان العريق واجه الأبداع والثقافة والفن
ورغم الجهود التي بذلت في تنظيم هذا الحفل الكبير
بهدف بلسمه جراح بيروت وأهلها. وكنت علي تواصل منذ صباح اليوم مع لجنة الموريكس دور وطلبت تأجيل المهرجان حتي لا نحتفل علي جثث الضحايا ولبنان منكوبة وكنت على أتصال معهم حتي أطمنت علي إتخاذ القرار بالتأجيل).
موقفٌ جريء وشجاع ونبيل جعلها نجمة مصر الكبيرة تكبر أكثر في عيون اللبنانيين الذين ينتظرونها لا محال، بمناسبات أخرى لكنّ بواقع وطنٍ يتعافى وينتصر على أعدائه الذين يحكمونه.
ننتظر نادية الجندي في بيروت عندما تعود، لنستقبلها ونكرّمها ونحتفي بها ونسهر معها محتفلين بتاريخها الفنيّ العظيم، حتّى ساعات الصباح الأولى.