لأول مرة تلعب نجمة الجماهير نادية الجندي شخصيةً تميل للكوميديا الهادفة ولا تقدم السخافات ولا تقلل من شأن اسمها كما فعلت غيرها، فنراها تتقمص دورًا لسيدة تُدعى (عصمت) يطلقها زوجها ولا يستقبلها ابنها بسبب زوجته التي لا تحبها، فتضطر لشراء فيلا صغيرة وتقرر تمضية بقية حياتها فيها مع صديقتها هالة فاخر.
دورها يحتوي على الكثير من التناقضات النفسية، فنراها تغضب بسرعة ولا تخاف أحدًا وتهاجم من يهاجمها، لكنها أيضًا تتراجع أمام الأقوى منها وتستسلم عندما تعجز عن المواجهة.
التركيبة المختلفة لهذه الشخصية جعلتها الأكثر إمتاعًا بالنسبة للمشاهدين الذي تفاعلوا مع حركاتها وتصرفاتها، ليضحكوا معها وينسوا عبرها همومهم وضغوطاتهم اليومية.
على عكسها، تطلّ نجمة مصر الأولى نبيلة عبيد بدور حازم وجدي للغاية، فتلعب دور سيدة أعمال (كريمة) يطمع ابنها بالاستيلاء على ثروتها فتلجأ لشراء نفس الفيلا، لتقع كنادية في فخ إحدى (النصابات).
نبيلة جدية للغاية لا تمازح، أما نادية فعصبية وتمازح وتقلد حركات زميلتها بطريقة مضحكة، وتضرب أحمد السقا الذي توكله نبيلة لإخراجها من الفيلا.
ما أبهرنا حيوية نجمة الجماهير ورشاقة جسدها، وكأن السن لم يمر عليها أبدًا، تركض وتقفز على السرير، تضرب أحمد، يرميها على الأرض، وكأنها فنانة ثلاثينية تلعب أصعب مشاهد الأكشن دون أن تتعب.
نادية تذكّرنا بنجمات هوليوود الكبيرات اللواتي لا يعرفن أي حواجز، ومهما كبرن نراهن يقدمن أفضل الأدوار وأكثرها جودةً وصعوبةً وتعقيدًا، لذا يقدرهنّ الأميركيون ويتابعونهنّ أكثر من النجمات الشابات حتى!
هذه الشخصية التي تحمل الكثير من خفة الظل و(الهضامة) تجعلنا نثق أن النجمة القديرة يومًا لم تخطئ باختياراتها، ودائمًا كانت تصيب رغم كلّ الحملات الهجومية التي كانت تستهدفها.
نجاحات كبرى تحصدها نادية ومعها نبيلة، لتجمعهما كيمياء لافتة للنظر، أما هالة فاخر فأضافت للعمل رونقًا، وتقف على الخط المحايد بينهما رغم صداقتها لنادية.
مشهد جميل جمع هالة ونادية أمس، أعاد ذكرى فيلم مهمة في تل أبيب ومشهد العذاب الذي تعرضت له نادية بعدما اكتشف الإسرائيليون إنها جاسوسة لمصر.
كل هذه النوستالجيا مع تتر العمل الذي يعرض لقطات من تاريخ البطلات، تجعلنا نعشق هذا العمل ونفضله على الكثير من المسلسلات التافهة ونشتاق لحقبة الفن الجميل.
الممثلة القديرة سميحة أيوب لم تطلّ بعد ضمن أحداث العمل التي تشهد تصاعدًا كبيرًا.
عبدالله بعلبكي – بيروت