إن جراحتي استبدال مفصل الورك والركبة من بين العمليات الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة، حيث يتم إجراء ما يُقدّر بمليون إجراء منهما كل عام. كما أن الطلب على هذه العمليات الجراحية آخذ في الارتفاع على مستوى العالم.
ووفقًا لماثيو عبدل، دكتور الطب، جراح العظام في مايو كلينك والمتخصص في استبدال مفصل الورك والركبة، يمكن للمرضى إجراء تغييرات في نمط حياتهم قبل الجراحة لتحسين فرصهم في تحقيق نتائج ناجحة. إلا أنه يجب على المرضى أيضًا إدراك أن الممارسات الأخرى قبل الجراحة لن تساعد في النتائج أو لا تزال غير حاسمة.
يقول الدكتور عبدل إن الحث على التوعية والحفاظ على وزن صحي، وتعزيز التغذية الجيدة، وممارسة الرياضة من شأنها المساعدة في تخفيف السُمنة. وهذا أمر هام لأن السُمنة يمكن أن تؤدي إلى زيادة مخاطر حدوث مضاعفات بعد الجراحة.
ويضيف الدكتور عبدل أنه إذا كنت تواجه جراحة استبدال مفصلك، فيمكنك تحسين النتائج الجراحية من خلال إجراء تغييرات حياتية:
اخسر الوزن بشكل آمن- من خلال الحمية والتمارين الرياضية – قبل الجراحة. ومؤشر كتلة الجسم المستهدف هو أقل من 40 كجم لكل متر مربع. ومع ذلك، كلما اقتربت من 25-30 كجم لكل متر مربع، كان ذلك أفضل. وحتى إنقاص 20 رطلًا فقط من الوزن بشكل آمن قبل الجراحة يحسن النتائج.
توقف عن تعاطي جميع منتجات النيكوتين، ومنها: السجائر، ومضغ التبغ (الشمة)، والسيجار، قبل الجراحة بستة أسابيع على الأقل. أما بعد الجراحة، فلا تتعاطَ منتجات النيكوتين.
أوقف جميع الأدوية المخدرة قبل الجراحة بأسبوعين على الأقل.
إذا كنت مصابًا بداء السكري، فتأكد من ضبطه بشكل كافٍ. والضبط الكافي هو أن يكون الهيموغلوبين السكري أقل من 7.5 قبل الجراحة. كما يُفضل أن تضبط نسبة السكر في الدم بشكل ممتاز قُبل الجراحة.
ومع ذلك، فإن بعض التغييرات في نمط الحياة لا تؤدي إلى تحسين نتائج جراحات استبدال مفصل الورك والركبة، كما يقول الدكتور عبدل. وتشمل: تناول المكملات العشبية والفيتامينات، واستخدام كريمات الجروح، واستخدام أجهزة التحفيز الكهربائي.
ولا يزال من غير المعروف ما إذا كانت التغييرات الأخرى تحسّن النتائج بعد الجراحة. وتشمل: العلاج الطبيعي قبل جراحتي استبدال مفصل الورك والركبة، والعلاج الطبيعي بعد جراحات استبدال مفصل الركبة بالكامل، واحتياطات الورك بعد جراحة استبدال مفصل الورك بالكامل.
إن عدد المرضى المصابين بزيادة الوزن أو السُمنة آخذ في الازدياد في جميع أنحاء العالم. ويخضع بعض المرضى لجراحة إنقاص الوزن قبل جراحة استبدال المفصل. إلا إن الدكتور عبدل وزملاؤه الباحثون قد أثبتوا مؤخرًا أن المرضى الذين خضعوا لجراحة علاج البدانة قبل جراحة استبدال مفصل الورك أو الركبة ما يزالون يعانون من مضاعفات كبيرة بعد الجراحة.
وراجع الباحثون نتائج جراحة استبدال مفصل الوِرك والركبةلدى من خضعوا لجراحة إنقاص الوزن أولًا. فوجدوا أن هؤلاء المرضى يعانون من مضاعفات أكثر من المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية استبدال المفصل فقط، بغض النظر عما إذا كانت مؤشرات كتلة الجسم لديهم منخفضة أو عالية. كما أثرت المضاعفات، ومنها: العدوى وعدم الاستقرار، على نجاح الإجراءات.
يقول الدكتور عبدل: “نعتقد أن الأمر ربما يتعلق بالنظام الكامن لمرضى السُمنة، مثل: الحَيُّوم الدقيق للأمعاء، والتنوع الجيني للعائلات البكتيرية الكامنة. فعلى الرغم من أنهم أنقصوا وزنهم، فإن الأنسجة الرخوة وحالة الكولاجين الكامنة كانت ما تزال بطبيعتها الأصلية”.
يواصل الدكتور عبدل وزملاؤه أبحاثهم ودراستهم لأنسجة المرضى من وقت الجراحة. ويأملون في تحديد الاختلافات في الأنسجة على المستويات الجزيئية والنسيجية أو الخلوية أو كليهما معًا.