منذ سنوات قلّة، دخلت هيفاء وهبي السوق المصري وتخلت جزئيًا عن الغناء بعدما تراجعت أسهمها قليلًا، واتجهت للتمثيل لتطلّ كممثلة لأولى مرة بفيلم (دكان شحاتة) مع المخرج خالد يوسف، ثمّ اقتحمت سوق المسلسلات واستطاعت أن تحصد نجاحًا وأثبتت موهبة كبيرة لكنها لم تستثمرها بعد بالشكل السليم.
المصريون أحبوا هيفاء منذ أن كانت مغنية واستمعوا إلى كل أغنياتها وحفظوا بعضها، وتفاعلوا مع أعمالها في التلفزيون والسينما، ولم يعترضوا على أدائها المقنع بل رحبوا بها كما يفعلوا مع كلّ أجنبية تدخل بلادهم لأنهم ملوك التمثيل ومتصالحون مع أنفسهم ولا يعايرون أحدًا أن دعموه أو نجح على أراضيهم.
لا نشكك بالمقابل بمحبة النجمة اللبنانية لمصر والتي لطالما أبدتها، لكننا تفاجأنا بها تتابع عبر (تويتر) ثلاث مصريين يعارضون نظام بلادهم وجيشهم ويحرضّون شعبهم على التخريب ومنع مشاريع الرئيس عبد الفتاح السيسي ومحاربته.
عمرو واكد، خالد أبو النجا، ومقدّم البرامج باسم يوسف تتابعهم فقط من نجوم مصر، ولا تتفاعل مع غيرهم، فكيف اختارتهم جميعًا من المعارضين الذين يقيمون خارج مصر ويحاولون كلّ يوم إثارة الفوضى بتغريداتهم وكتاباتهم ومواقفهم المستفزة؟
ألا تملك هيفا أي صداقة مع معظم نجوم مصر الذين يقفون خلف مؤسستهم العسكرية العظيمة التي قهرت إسرائيل عام ١٩٧٣، والإرهاب والأخوان المسلمين في سيناء؟
- هيفا تتابعها المذيعة وفاء الكيلاني التي يفتخر بها كل المصريين وتساند جيشها ونظام بلادها، لمَ لم تتبعها؟
- هيفا يتبعها المذيع عمرو أديب الذي يُعد من أهم مقدمي البرامج في مصر ويدعم جيشه علنًا، لمَ لا تتبعه؟
- هيفا تتبعها الممثلة السورية كندة علوش والتي أصبحت من ألمع النجمات في مصر وزوجها ممثل مصري (عمرو يوسف)، وكلاهما يدعمان الاستقرار في مصر، لمَ لا تتبعهما؟
هل هذا كلّه يعني أنها ضد النظام سرًا؟ هل تغريها تغريدات عمرو وخالد الموجّهة ضد عبد الفتاح السيسي؟ ألم يكن أفضل أن تتابع غيرهما لكي تزيل الشكوك؟ أو أنها تقنعنا الآن أن كلّ هذا حدث بالمصادفة؟
عبدالله بعلبكي – بيروت