يارا من أجمل نجمات لبنان والشرق العربي، وأكثرهنّ أنوثة وجاذبيةً واحترامًا لأنفسهنّ، وتمتلك صوتًا وإحساسًا جميليْن جعلاها تحقق نجاحات هائلة بإصداراتها التي وصلت للكبير والصغير في هذه الأمة، لذا نصنّفها نجمة من الصف الأول والعيار الثقيل.
منذ سنوات قلّة، دخلت صاحبة (ما يهمك) ساحة (السوشيال ميديا) بعفويتها التي عهدناها دائمًا لأنها يومًا لم تعرف التزلف، وأصبحت تتواصل مع جمهورها وكأنهم أفراد مقرّبون من أسرتها، لذا استطاعت توسيع قاعدتها الجماهيرية التي باتت تضم الملايين من كلّ أنحاء الكون.
يارا من محبات الرياضة وتحديدًا كرة القدم، وتتفاعل بشكل مستمر مع مبارايات ونتائج الدوري الأسباني كونها مشجعة لنادي برشلونة وعاشقة للاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، وغالبًا ما تكتب تغريدات انفعالية مع كلّ مباراة كما يفعل متابعو كرة القدم في العالم.
الكثيرون يهاجمونها لأنها برأيهم باتت تهتم لكرة القدم أكثر من فنها، وهذا غير صحيح، لكنهم لم يتقبلوا بعد أن تكون يارا الفنانة العربية الأولى التي تحارب التخلف وتعلن عشقها لهذه الرياضة، وصرنا نراها تحلل ككبار المحللين وتنقد خطط المدرب وأداء اللاعبين أفضل من الرجال وتناقش مع عشاق ناديها المفضل النتائج الذي يحصدها.
في الشرق العربي، اعتدنا على الصورة النمطية للمرأة التي لا تهتم سوى بمساحيقها وملابسها وزياراتها لمراكز التجميل أو الأسواق التجارية، أو تلك التي تخدم زوجها وتمنح كلّ وقتها لأولادها ولا تخرج من المنزل.
- اعتدنا نرى الزوج يشاهد كرة القدم ويصرخ في منزله، والمرأة تبحث في كلّ مرة عن وسيلة لإخفاء جهاز التحكم ليكف عن إزعاجها.
- اعتدنا نرى الزوج يخرج ويشاهد المباريات مع أصدقائه في المقاهي، فيما تجلس المرأة مع أولادها أو لوحدها تنتظر قدومه في ساعات الصباح الأولى.
- اعتدنا الزوج يناقش أصدقاءه وأفراد أسرته عن عالم كرة القدم، فيما تجلس المرأة كالغبية التي لا تفقه ما تسمعه ولا تفهم شيئًا.
يارا حطّمت هذه الأعراف الرجعية.. كرة القدم لم تكن لعبة للرجال يومًا فقط، وغالبية النساء الغربيات تتابعن المباريات، وثمّة مسابقات للفيفا للنساء اللاتي يحترفن هذه اللعبة، ويشاهد مبارياتهنّ الغربيون كلهم ومنهم الرجال دون شك!
النجمة اللبنانية من موقعها أثرت وأرسلت رسالة إيجابية مفادها أن المرأة الشرقية يحق لها أن تتابع ما تريد، وتشجيعها لأحد فرق الرياضة لا يلغي أنوثتها ولا يجعلها شبيهةً للرجال.
كلّ من هاجم يارا لا يفهم ما الدور الإيجابي الذي لعبته، وما الرسالة التغييرية الهامة التي حملتها، ويتجاهل كم أثرت في النساء اللاتي بدأن يتابعن رياضة كرة القدم وعندما يفكر مجتمعهن أم رجالهنّ بإحراجهنّ يعلقن: (هل هناك امرأة بأنوثة يارا؟ هي مثلنا تحبّ كرة القدم)!
عبدالله بعلبكي – بيروت