سجل الذهب اليوم مكاسب بحوالي 1% مع بداية تعاملات الأسبوع الجديد. حيث ارتفع الأسعار الفورية للذهب إلى مستوى 1854 دولاراً للأونصة وكذلك ارتفعت العقود الأجلة للذهب في بورصة COMEXإلى مستوى 1868 دولاراً للأونصة أيضاً وذلك في ذروة ارتفاعات يوم الاثنين.
جاءت هذه الارتفاعات في أسواق الذهب مع تصاعد الأعمال العسكرية بشكل مفاجئ في الشرق الأوسط صباح يوم السبت الفائت. في حين قد تكون هذه الارتفاعات في أسعار الذهب مؤقتة ولن تدوم طويلاً طالما بقي الصراع الحالي ضمن نطاقه الجغرافي ولم يتسبب في اتساع رقعة الأعمال العسكرية بما قد يؤدي إلى تعطيل الملاحة البحرية في الشرق الأوسط أو يؤثر في إمدادات الطاقة.
فيما كانت تلك الارتفاعات تاليةً لسلسلة من الخسائر الحادة للذهب والتي دفعته إلى أدنى المستويات منذ مارس الفائت وذلك بعد سلسلة من البيانات من الاقتصاد الأمريكي والتي كانت تغذي توقعات الأسواق بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة لمرة أخيرة قبل نهاية العام الجاري.
على الرغم من أن تلك التوقعات لا تزال ضعيفة وغير مرجحة إلا أن الذهب كان مستمراً في التراجع طيلة الأسبوع الفائت. فحتى لو لم نشهد رفعاً أخراً لسعر الفائدة، إلى أن الأسواق تتوقع أن يتم الحفاظ عليها عند مستوياتها القياسية المرتفعة لفترة أطول من المتوقع خلال العام القادم وذلك مع استمرار الضغوط التضخمية وليونة سوق العمل.
لكن مع وصول أسعار الفائدة إلى ذروتها قد يؤكد للأسواق أن سوق السندات قد بلغ قاعه النهائي وأنه قد حان الوقت للدخول والاستثمار في السندات الأمريكية والتي تتمتع بعوائد لم نرها منذ العام 2007، وهذا بدوره ما قد يشكل المزيد من الضغوط على الذهب مستقبلاً على الرغم من توقف أسعار الفائدة عن الارتفاع.
مع استمرار التدفقات الداخلة إلى صناديق السندات المتداولة خلال سبتمبر الفائت وذلك على الرغم من التراجعات القياسية في أسعار تلك الصناديق. حيث سجلت صناديق السندات تدفقات بحوالي 6.7 مليار دولار خلال سبتمبر الفائت وهو أعلى مستوى منذ مارس.
في حين جاء هذا على حساب المزيد من التدفقات الخارجة من الصناديق المتداولة للذهب. حيث كنا قد رأينا استمرار لصافي التدفقات السلبية لرابع شهر على التوالي لإثنين من أكبر صناديق الذهب المادي، SPDR Gold Trust (GLD) و iShares Gold Trust (IAU)، اللذان سجلا تدفقات خارجة بأكثر من ملياري دولار خلال سبتمبر وحوالي 445 مليون دولار إلى الأن خلال أكتوبر الجاري. فيما تأتي هذه المعنويات السلبية تجاه صناديق الذهب مع الاتجاه نحو الأصول المدرة للعائد.
كما كنا قد رأينا المزيد من التراجع في معنويات أسواق الذهب يوم الجمعة الفائت مع المزيد من التراجع أعداد المراكز المفتوحة للعقود الأجلة للذهب في تقرير التزامات المتداولين (COT) وذلك للأسبوع الثالث على التوالي إلى 431,226 مركزاً وهذا المستوى يقع بالقرب قليلاً من أدنى المستويات لهذا العام.
عن سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط