عاد مرض الطاعون ليظهر في الصين من جديد. ورغم تأكيد الصين ومنظمة الصحة العالمية أن الأمر لا يقلق، لكن ذلك لم يمنع الدول الأخرى من اتخاذ احتياطاتها.
ويقول خبراء إن هذا الوباء الجديد هو الأكثر شيوعًا بين أنواع مرض الطاعون، لكنه الأقل خطورة.
وأعلنت الصين حالة الطوارئ في منطقة منغوليا الداخلية بعد الاشتباه بحالة إصابة بمرض الطاعون الدبلي، وفي وقت لاحق تأكدت الإصابة.
وقالت اللجنة الصحية في مدينة بايانور في بيان إن المصاب حالته مستقرة وهو في مستشفى في المدينة.
ومنعت اللجنة صيد وتناول الحيوانات التي قد تكون حاملةً للطاعون، لا سيما المرموط، حتى نهاية العام، وحضت السكان على الإبلاغ بوجود أي قوارض مريضة أو ميتة.
وكانت هذه المنطقة قد أعلنت في نوفبر الماضي تسجيل 4 إصابات، بينهما إصابتان من الطاعون الرئوي، وهو نوع آخر أكثر فتكا.
وحاولت الصين طمأنة العالم، الذي بات يتوجس من كل مرض وبائي يظهر فيها، خشية ألا تتكرر كارثة فيروس كورونا، التي لم تنته فصولها بعد، خاصة أن أمر كورونا بدأ بعدد قليل من الإصابات في ووهان.
وعلى المنوال نفسه، قال مسؤولة في منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إن تفشيًا فيما يبدو لوباء الطاعون الدبلي في الصين يجري “التعامل معه بشكل جيد” ولا يعتبر أنه يمثل خطرًا كبيرًا.
لكن الأمر لم يبدد قلق دولي بدأت تظهر إشاراته في شبكات التواصل والتقارير الإعلامية الدولية وحتى تحرك بعض الدول لمواجهة الفيروس.
ومما عزز هذه المخاوف، هو إعلان السلطات الصينية عن إصابة مشبوهة بالطاعون لدى فتى يبلغ ( 15 عاماً) في منغوليا المجاورة، وفق وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية.
وذكرت الوكالة أن الفتى عانى ارتفاعا في الحرارة بعد تناوله لمرموط اصطاده كلب.
وبدأت روسيا، وفق تقارير إعلامية، في مواجهة استباقية مع الفيروس، إذ زار مسؤولو الصحة العامة والشرطة الروسية مناطق قريبة من منغوليا.
وحذر هؤلاء السكان من صيد حيوان المرموط، بعد إصابة شخصين بالمرض بسبب هذا الحيوان.
ويقول مستشار الأوبئة في الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية، الدكتور عادل البلبيسي، في حديث إلى “سكاي نيوز عربية”، إن الطاعون من الأمراض المعروفة عالميا ومن العصور الوسطى، ومن الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان.
ويتسبب بهذا المرض بكتيريا وليس فيروسات، كما في حالة كورونا، بحسب البلبيسي.
كيفية انتقال الطاعون
وأضاف ان الخازن الرئيسي لهذا المرض هو القوارض البرية مثل الجرذان والأرانب البرية، مؤكدا أن هذه الحيوانات، لا تنقل هذا المرض مباشرة للإنسان، إذ يتم ذلك عبر ناقل، وغالبا ما تكون البراغيث هي التي تأخذ العدوى من القوارض وتنقلها إلى الإنسان عن طريق لدغه.
وهناك عدة أنواع من الطاعون، فبالإضافة إلى ذلك الذي ظهر في الصين، وهو الدبلي، هناك الطاعون الدموي والطاعون الرئوي.
والدبلي هو الأكثر شيوعا، لكنه الأقل خطورة من الانتشار ، لأنه لا ينتقل من إنسان إلى آخر. وبحسب الخبير في الأمراض والأوبئة، فيمكن أن يطال هذا المرض الكلاب والقطط والمواشي.
واعتبر البلبيسي أن عدم انتقال عدوى الطاعون الدبلمي من إنسان إلى آخر يقلل من خطور يحدث وباء.
لكنه استدرك قائلا إنه يجب ان يكون هناك مراقبة حثيثة، ولا سيما بعد تجربة الأوبئة التي انتشرت في العقود الأخيرة.
العلاج واللقاح
وقال الخبير الطبي إنه لا يوحد لقاح لهذا المرض حتى الآن لكن يوجد علاج بالمضادات الحيوية والنظافة الشخصية ومكافحة القوارض والحشرات المطهرات والمبيدات الحشرية.
وقتل الطاعون الدبلي حوالى 50 مليون شخص في جميع أنحاء أفريقيا وآسيا وأوروبا في القرن الرابع عشر، وحاز لقب “الموت الأسود “.
ولم يختف هذا المرض حتى يومنا، وعالميا هناك أقل من 5 آلاف إصابة و500 وفاة سنويا بالطاعون.
المصدر: سكاي نيوز