من واجبات الصحافي ألا يكذّب ولا ينظّر، بل أن يؤثر، ويطرح القضايا المهمة التي يعاني منها الناس، ولا يتزلف ويخضع لأجندات وعلاقات مشبوهة، وعليه يكون حرًا وسيدًا ومستقلًا ومسؤولًا أمام الرأي العام.
منذ يومين حدثتنا رئيسة التحرير والزميلة نضال الأحمدية عن تجربتها الطويلة مع المهنة أثناء اجتماعٍ لأسرة الجرس، ومما قالته: (سعيت لأن أكون انسانةً ناجحةً لا مشهورةً، لكن النجاح يوصل الإنسان للشهرة بشكل غير إرادي)، من حينها وأنا أدرك أن المشهور ليس بالضرورة ناجحًا، بل الناجح من يفرض نجاحه وشهرته وعمله الجيد على الكل.
في الصحافة، متطفلون ومتسلقون يسعون للشهرة بأي وسيلة، لا يهمهم المبدأ ولا تعنيهم المهنية، يريدون أن يصلوا إلى الضوء وحسب، منهم من لم يدرس وآخر درس ولم يفهم، وآخر لا يعرف الكتابة ولا يفقه التحرير، والنماذج السيئة كثيرة!
منذ يومين، خرج اثنان يدعيان الصحافة، يهاجمان نانسي عجرم التي فضحت فصلًا من فصول الفساد المتفشي في لبنان، وبدأت رحلتها من المطار، ووقفت لوقتٍ طويلٍ تحمل ابنتها مع عشرات المواطنين المهملين، تنتظر دون تكلف كمواطنة لا فنانة، وتشتكي من عدة التنظيم، ويتهمانها بتشويه صورة لبنان وحرضّوا المتابعين عليها وشككوا بوطنيتها وهما الأبعد عن القيم والمصداقية والمهنية والوطنية، وهل نقول بعد؟
إقرأ: نانسي عجرم محتجزة في مطار بيروت وابنتها ليا على كتفها تبكي – فيديو وثائق
الاثنان يلحقان مصالحهما، ويكتبان لمن يدفع، ولمن يتصل بهما ويحابيهما، ولمن يحصل عنده على وظيفة، ويهاجمان من لا يدفع ولا يتصل ومن يخالف شذوذهما بالمهنة، أما الحيادي والبعيد عن (السوشل ميديا) والذي يعمل بجدية ويحقق نجاحات ملموسة، فيتجاهلانه ولا يذكرانه بكلمة، ونذكر الأستاذة كارين رزق الله التي تجاهلاها كليًا في رمضان رغم إنها كانت الأولى بمسلسلها (انتي مين) على كل من تزلفا وصفقا لهنّ، ومنهنّ من يُقال إنها عرضت عشرة آلاف دولار أمريكي على صحافي ليمدحها، وشاءت الصدف أن تكون ذاتها من أثنيا عليها طيلة رمضان، ونترك لكم التحليل!
تلك التي غيرت مقابلة بأكملها لتقلل من نجاح فنانة نافست من تزلفت لها، وذاك الذي يقبض معاشًا من شركة انتاج وجلس يصفق كالمراهقين لنفس الفنانة التي لا يستهويها سوى الصحويفين، أما الصحافيون فتحاربهم وترفع عليها قضايا لأنهم أصحاب حق لا يبيعون ضمائرهم، ولدينا الكثير لنقوله لاحقًا.
الاثنان هاجما نانسي عجرم واتهماها بتشويه صورة لبنان، بينما هما يشوهان صورة الصحافة اللبنانية!
وفوق ذلك تغزلا ببعضهما، وتحالفا ضد نانسي وكذباها، إلا أن انتشرت تغريدة قديمة لواحد منهما يشتكي من الزحمة في مطار بيروت، منذ شهور وكان كتب: (المطار الآن عيب، الإدارة بدا رجال)، ليظهر نفاقه وليفقد مصداقيته أمام الناس ومعه زميلته، وحاولا التسلق ع ظهر النجمة اللبنانية، بنية كسب تعاطف مؤيدي الطبقة السياسية الذين وحدهم من يتجاهلون الأزمات في لبنان ولا يسعون لحلها، وراحا يتوسلان كم (ريتويت) و(اعجاب) يزيد شهرتهما لا نجاحهما أبدًا لأنهما فاشلان ومتعديان على المهنة!
يبدو أن نانسي لم تفضح فساد الطبقة الحاكمة فقط، بل وفضحت الفساد المتفشي بمهنة الصحافة أيضًا، وندعوها للإستمرار بمهمتها الانسانية والوطنية، وعدم الاكتراث لأمر الصحويفين الذين يكتبون على أهواء الشيك!
عبدالله بعلبكي – بيروت